دوام الحال من المحال! مثل قديم سمعته حديثاً. أخذت أفكر في هذه كلمات المثل، ولم يدم التفكير طويلاً فالحالة الراهنة لعالمنا هي متغيرة جدا. الظروف المعيشية صارت أصعب، المعاملات الدولية تتجه نحو البرود، الأزمات الاقتصادية تخبط على أبواب كل قارة، حتى العلاقات الشخصية فيها من التوتر والتشاحن ما يصيب النفس بالأرق والتعاسة. ناهيك عن أزمات وحروب تلتهم الأخضر واليابس تشمل منطقتنا العربية أيضاً. ولكن بالرغم من أن التغييرات والتقلبات شاملة، إلا أن هناك شخصاً واحداً لا يتغير بل ولا تؤثر عليه تقلبات الزمن وأحداثه، وهذا ما يقدم لنا بريق من الأمل. إنه الرب الإله الذي خلق الكل. إنه الوحيد الذي له الخلود، الذي ليس لسنينه نهاية، ولا يتغير في ذاته. إنه الذي أعلن فقال عن نفسه: “أَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ”.

ولكن ما معنى ذلك بالنسبة لي؟

اسم الله “السلام”. ليس عند الله تغيير ولا ظل تبديل. كلامه صادق، وعوده ثابته ومهما كانت صفاته عبر التاريخ فهي متواجدة الآن. قدرته، حكمته، عدله، وحقيقته لا تتغير، فاسمه هو السلام. لقد كان إلى الأبد ملجأ لكل المؤمنين به، وحصنهم في يوم الضيق، وما زال معينهم الأكيد، فيقول الكتاب المقدس عن الله في كتاب التثنية 33: 27: “الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ“. فهو لا يتغير في محبته. لقد أحب الناس، أحبهم بحب أبدي؛ وهو يحبهم الآن بقدر ما كان يحبهم في أي وقت مضى، وعندما تتحرر الخليقة نفسها من عبودية الانحلال، فإن محبته ستظل باقية. كم رائع وثمين هذا اليقين فهو لن يتغير. عجلة العناية الإلهية تدور، لكن محورها الحب الأبدي الثابت والمتين. قد يتبدل الإنسان، وتتحور العصور؛ لكن رحمة الرب الإله لا تنقص أبدًا؛ الله حكمة، الله محبة، الله سلام.

ولكن قد تقول، أنا أشعر بأن الله بعيد، وكأنه لا يهتم بسلامي!

اسمع يا صديق. هذه أكبر كذبة وخدعة استخدمها الشيطان اللعين. فمنذ بداية الخلق، شكك في محبة الله ودوافعه النبيلة تجاه البشر. هذا ما استخدمه ليخدع حواء وأدم في الجنة، فافترى على الله بالقول “بأن الله لا يريد أن تكونوا مثله عارفين الخير والشر.!” فهل تحسن حال أدم وحواء بعد عصيان الله، والأكل من الشجرة المحرمة؟ لا بكل تأكيد بل تدهور حالهم، وطردوا من الجنة، وقامت المشاكل بين أولادهم، ولا يزال أبناء أدم يتناحرون ويقتلون بعضهم البعض، والتاريخ شاهد على ذلك.

لكن الله المحب والرحيم الذي لا يتغير، جاء مرة ثانية ليتكلم مع أبناء أدم. يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل روما: ” وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا“. تكلم الله بالمحبة والفداء. تكلم الله بالرحمة لكل البشر الخاطئ. تكلم الله معنا في شخص السيد المسيح الذي جاء ليرشدنا الطريق إلى ملكوت الله ويهبنا السلام.

إذن، ماذا يجب أن أفعل لأحصل على هذا السلام؟

مرة أخرى أقتبس من كلمات الرسول بولس في طالعة الفصل الخامس من رسالته لروما: “فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ“. إن هذا التبرير معناه أن تفتح قلبك يا صديق وتعترف بذنوبك وتطلب تطهير السيد المسيح لك منها، ومعونته لك بالتوبة والرغبة في الحياة الطاهرة بالإيمان به. وسوف يسمع صوتك ويجيبك ويشجعك بإرسال روحه القدوس ليسكن في قلبك ليعلمك ويرشدك. الرب يسوع المسيح هو، هو أمس واليوم وإلى الأبد. فهو الذي صرّح في الماضي وقال: سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ“، لا يزال يقدم السلام الكامل لكل من يطلب منه. هذا السلام هو راسخ وأكيد مثل المرساة التي تحفظ السفينة ثابته وتمنحها الاستقرار. فثق به واحصل على سلامه.

هل تريد أن تعرف أكثر عن يسوع المسيح رئيس السلام؟ انقر هنا

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء