في طريق عودتي للمنزل، وأنا على الطريق السريع، لاحظت المدينة المبنية على تلة عالية. لقد اعتدت على استخدام الطريق ولكن لم ألحظ هذه المدينة من قبل. لعل ذلك اني في الماضي كنت على الطريق في النهار، أما هذه المرة فكانت بالليل. كانت المدينة واضحة تسطع وسط الليل المعتم بسبب الإضاءة القوية التي كانت تشع منها.

تشبيه قوي

الرب يسوع في موعظته على الجبل قدم هذا التشبيه القوي فقال: “أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل … فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” الإنجيل بحسب متى 5: 14
استخدم الرب يسوع المسيح الكثير من التشبيهات البصرية ليشرح عمق تعليمه. هنا هو يشرح هوية المؤمن المسيحي في العالم، وطريقة تأثيره فيه. قال “أنتم نور العالم”، فطبيعة النور تجعله مختلفا عن الظلمة. النور يهدي إلى الطريق السليم، النور يفرح القلب ويعطي النفس بهجة، النور يزيل الخوف والتوتر، وكما قال أحد الحكماء: “في النور تظهر الحقيقة”. ولا عجب أن الكتاب المقدس يعلن بأن أول شيء خلقه الرب الإله في العالم كان هو النور.

من هو نور العالم؟

ولكن، الرب يسوع قال عن نفسه بإنه هو نور العالم، فهل هناك تناقض؟
لا يا صديق. الرب يسوع هو النور الحقيقي الذي آتى إلى العالم ليبدد ظلام الشر والخطيئة. أما المؤمن بالمسيح فهو الذي يعكس نور المسيح إلى العالم. لا يوجد نور فينا، وإنما نحن نستمد نورنا من نور المسيح فادينا بفعل الروح القدس الذي جاء ليسكن في المؤمن بالمسيح. مثلنا مثل القمر الذي يستمد نوره من الشمس فيعكس هذا النور ليضيء عتمة الليل في العالم.

كيف أعكس نور المسيح إذن؟

نور المسيح يظهر في كلام المسيح. الكتاب المقدس يقول: ” سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي”. فعندما نقرأ كلام الله ونفتح قلوبنا لاستلام وعوده الجميلة والعمل بوصاياه الطاهرة في الحياة، يشع النور داخلنا، فيغيرنا ثم يسطع هذا النور من خلالنا على الآخرين بما فيه من محبة وفرح وسلام وصبر وحياة طاهرة. إن قصد الله أن يبارك حياتنا فنعكس مجده في مجتمعنا. فإن كنا قد آمنا بالفعل بالمسيح رباً ومخلصاً على الحياة، فلابد وأن يسطع نور المسيح في حياتنا العامة. الرسول بطرس يقول: ” قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ”.
وهذا يأتي بنا إلى الاستعداد بأن نتحدّث عن النور الذي بداخلنا للآخرين، ليستلموا ويستمتعوا بنور خلاص المسيح،  فيكونوا عاكسين للنور أيضًا في الحياة.

صلاة

يا إلهي، أشكرك على نور المسيح الذي أضاء حياتي. يشرفني أن أعكس نورك هنا على الأرض. ساعدني أن أطيع كلامك كل يوم فأعيش حياة ترضيك. من فضلك ألهم كل فعل، وكلمة، وفكرة لدي، واستخدمها لجذب الآخرين إليك. أنا تابعك وسفيرك في هذا العالم – اجعل حياتي نوراً في وسط ظلام الحياة.
في اسم يسوع،
آمين.

هل تريد أن تعرف أكثر عن حقيقة الشخص التابع للمسيح. انقر هنا لتعرف اكثر

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء