يؤمن المسيحيون بأن الكتاب المقدس هو كتاب الوحي الإلهي، لأنه يحتوي على كلام الله وشريعته ووصاياه التي أوحى بها للأنبياء والرسل. والكتاب المقدس هو مصدر الإيمان المسيحي، ففيه نعرف فكر الله نحو البشر، فيخبرنا الكتاب المقدس برسالة محبة الله للعالم أجمع وكذلك
نعرف فيه حالة الإنسان العاصية والتي تستحق العقاب الإلهي. نتعلم أيضاً قصة الفداء العظيم بواسطة المخلص يسوع المسيح. هذا وقد أكد الله نفسه على صحة الكتاب المقدس بقوله ” إِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ أَبَداً.” وأيضا إِنَّ الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ فِي الْبِرِّ.”
ادعاء باطل
ولأن الكتاب المقدس هو كلام الله، فإن القول بأنه تعرض للتغيير والتحريف، ليس أكثر من ادعاء كاذب باطل. فمن يقدر أن يحرف كلام الله أو يبدله؟ وهل يُعقَل أن يترك الله كلّي القدرة كلمته، عرضة للتحريف من دون أن يتدخل لحفظها؟ بالطبع لا. ثم أن هناك أدلّة وبراهين كثيرة تثبت صحة الكتاب وتنفي شبهة التحريف منها:-
أدلّة وبراهين
أولاً لم يُظهِر الذين ادعوا قصة تحريف الكتاب المقدس أي نسخة أخرى تخالف ما معنا من نسخ الكتاب المقدس. فأين دليل التحريف؟ ومن الناحية الأخرى لدينا نسخ كاملة من الكتاب المقدس ترجع إلى العصور الأولى وهي محفوظة في المتاحف الشهيرة في البلدان المختلفة ويمكن الرجوع إليها ومقارنتها بالكتاب المقدس فندرك تطابقها. ويقول “جوش ماكدويل” أحد الباحثين في صحة الإيمان المسيحي أن آلاف المخطوطات القديمة الموجودة من العهد الجديد تؤكد لنا أن العهد الجديد قد تم نقله بأمانة كاملة وأن اعتمادنا عليه أقوى من اعتمادنا على أية مخطوطة قديمة أخرى. هذا بالإضافة إلى توافق ما جاء في الكتاب مع علم الآثار والاكتشافات الحديثة فيذكر لنا عالم الآثار “رولي” أن موافقة علماء الآثار على صحة الكتاب المقدس لا ترجع إلى زيادة إيمان العلماء المعاصرين بل إلى كثرة الأدلة بين أيديهم.
ثانياً هناك مئات النبوات في العهد القديم وقد تحققت بالتفصيل. مثلاً تنبأ ميخا النبي في القرن الثامن قبل ميلاد المسيح عن مكان ميلاده بالتحديد فقال ” أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، مَعَ أَنَّكِ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ بَيْنَ أُلُوفِ قُرَى يَهُوذَا، إِلاَّ أَنَّ مِنْكِ يَخْرُجُ لِي مَنْ يُصْبِحُ مَلِكاً فِي إِسْرَائِيلَ وَأَصْلُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ الأَزَلِ”. وهذه النبوة على سبيل المثال لا الحصر
ثالثاً من الذي قام بالتحريف؟ هل هم اليهود أم المسيحيون؟ فاليهود لن يستفيدوا شيئاً من تحريف الكتاب بل أن الكتاب بصورته الحالية يدين اليهود على قتلهم للمسيح، فلو كانوا قد قاموا بالتحريف لوجب عليهم إزالة كل ما يدينهم من غش وحقد. أما المسيحيون فلديهم تحذير صريح لكل من يزيد أو ينقص من تعاليم الكتاب فنقرأ ” إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ”.
رابعاً إن شهادة المؤمنين بالمسيح عبر العصور تؤكد على صحة الكتاب المقدس. فقد قبل المسيحيون في القرون الأولى الموت والاضطهاد والتعذيب عوضاً عن إنكار المسيح والمسيحية. واليوم، هناك الملايين من المسيحيين في كل العالم يؤمنون بصحة الكتاب المقدس وبالرغم من اختلاف الطوائف في تفسير الكتاب، إلا أن الجميع اتفقوا على أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد، بحس إعلان الكتاب.
خامساً شهادة بعض المصادر الأخرى غير المسيحية، فمثلاً كتب المؤرخ الشهير يوسيفوس في القرن الأول الميلادي عن شخص المسيح وعن أعماله ومعجزاته وموته وقيامته وكذلك عن استمرار اتباعه المسيحيين بالتبشير والتعريف به.
والآن، بعد كل هذه الأدلة والبراهين، هل لديك صديقي أي شك في صحة الكتاب المقدس؟ وهل قرأته؟
إن الحكم الصحيح على الأمور يأتي بدراسة جوانبها عن قرب، ومعاينة أسبابها ومنطقها للوصول للحقيقة. أدعوك لدراسة الكتاب المقدس. وإن كانت لديك أي أسئلة، فلا تتردد في الكتابة لنا بها. مع خالص محبتنا وصلاتنا بان يقنع الله قلبك وعقلك
لتحميل الكتاب المقدس على جهازك أو لقرائته، انقر هنا
كملخّص لما سبق
الادعاء بأن الكتاب المقدس قد حُرِف هو ادعاء كاذب لا يقوم على الصحة أو الدليل. هو افتراء على الله سبحانه كأنه لا يقدر أن يحمي كلمته الطاهرة من العبث البشري. وهناك أدلة كثيرة تثبت صحة الكتاب منها: النبوات العديدة والتي قيلت في السيد المسيح وقد تحققت بالحرف بعد مئات السنين.