موسم عيد الميلاد يتميز بالأنوار. في كل مكان نذهب، نرى عروض جميلة جدا من تشكيلات الأنوار. فالحقيقة ان النور مهم جدا في الحياة. العلماء يقولون ان ضوء الشمس الطبيعي، يساعد أجسامنا على تكوين فيتامين د، يساعدنا على التركيز، يمكننا من إنجاز الأعمال، بل حتى يجعلنا أكثر سعادة لأنه يضيف جمال وبهجة. الكتاب المقدس، يعلن لنا بأن الله هو خالق النور. قال الله: ليكن نوراً، فصار النور في العالم، نور الشمس في النهار والقمر في الليل. بدون النور لا توجد حياة. النور يجعلنا نشعر بالأمان فلا نتعثر في أشياء لا نراها. النور يجعلنا نشعر بدفء الحياة. النور يعطينا الأمل: يقولون “هناك نور في نهاية النفق”. النور يعطي فهم واستنارة. ولكن مع كل التقدم الحديث، عالمنا لا يزال في ظلمة. الشر ينتشر في الظلام الكثير من الجرائم تتم في غياب النور. اليأس يزيد في الظلام. يأس من فشل العلاقات، الحالة المادية، غياب الصحة. الخوف يزدهر في الظلام. الخوف من المستقبل، الخوف من الغير معلوم. ولكن الصورة ليست قاتمة وهي لم تنتهي.

اتباع النور

في قصة الميلاد، نرى النور الذي يقود للحق والمعرفة. علماء المشرق شاهدوا نورا لامعا في السماء قادهم لبيت لحم، الرعاة في ظلام الليل أشرق عليهم مجد الله وأعلنت الملائكة لهم عن مجيء النور الحقيقي. بشارة بفرح عظيم لجميع الناس. “11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” وتبعت هذه البشارة، اغنية جميلة سمائية: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».  هناك حل سماوي قادم ليزيل الشر واليأس والخوف والظلمة. هذا الحل ليس شيئاً أو طريقة، بل شخص سماوي. يسوع المسيح الذي هو الله. وقد خلق كل شيء بكلمته كما أعلن لنا يوحنا، جاء إلى الأرض. أخذ المسيح جسدا بشريا وعاش بيننا.

اعتراف مدهش

فماذا قال يسوع عن نفسه: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». هذه عبارة مذهلة، ولكنها حقيقية في كل تفاصيلها. الرب يسوع المسيح لم يقل بأنه نور من ضمن عدة أنوار موجودة في العالم. بل هو النور الحقيقي والوحيد الذي يحتاجه العالم لأنه هو الله. مزمور 27 المرنم يقول: الرب نوري وخلاصي. أيضا من المهم أن نعرف بأن يسوع لم يقل أنا النور في أورشليم، أو في إسرائيل بل هو نور العالم أجمع. وبطبيعة الحال، من اعلان المسيح نعرف أن العالم بطبيعته مظلم بدون نور المسيح. وأسباب الظلمة الروحية للعالم هي الخطية والشر. هناك انفصال بين الله مصدر النور والعالم المليء بالشر مثل سحابة سوداء في يوم شتوي كئيب تحجب نور الشمس. وأيضا، ليس هناك أمر أسوء من الشعور بالذنب والندم بسبب أخطاء عملناها في الماضي فهي تسجننا في زنزانة مظلمة. هناك أنوار تحاول ان تهدئ من مشاعر اليأس والخوف التي نشعر بها مثل: الفلسفة، المنطق، المخدرات، التسلية. ولكنها جميعاً تفشل على المدى البعيد، فأخطائنا لديها القدرة على مطاردتنا في الحياة. وفي النهاية سنعطي حسابا عن حياتنا.

لكن المسيح هو النور الوحيد الحقيقي الذي جاء لينير العالم وهو مصدر الحياة أيضا:
يسوع المسيح هو نور الحق الذي يطرد ظلمة الكذب.
يسوع المسيح هو نور الحكمة الذي يطرد ظلمة الجهل.
يسوع المسيح هو نور القداسة الذي يطرد ظلمة عدم النقاء والقذارة
يسوع المسيح هو نور الفرح الذي يطرد ظلمة الخوف واليأس.
يسوع المسيح هو نور الحياة الذي يطرد ظلمة الموت.
جاء يسوع المسيح لكي يخلصنا من عقاب ذنوبنا، بالموت نيابة عن المذنبين ويحقق العدالة الإلهية، هو يقدم لنا حياة أفضل، هنا والان. كيف ذلك؟

نتائج مبهرة

يكمل المسيح اعلانه المدهش بقوله: مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ.
أن تتبع المسيح، يعني أن تثق وتؤمن به كرب وكمخلص لحياتك. ليس مثل الملصقات الخلفية للسيارات. “لا تتبعني، فأنا لا اعرف الطريق أيضاً”. أما المسيح فيقول: أنا هو الطريق والحق والحياة. إن أردنا الحياة في النور، ليس فقط في هذه الدنيا بل أيضا الحياة الأبدية، وجب علينا أن نتبع المسيح، أن نترك طرقنا القديمة ونتوب عنها، ونثق فيه وحده وفي قيادته الحكيمة لحياتنا.

ما نحتفل به هنا اليوم هو ذكرى دخول المسيح لأرضنا بالميلاد، ولكنه ليس طفلاً الآن بل هو قوي قادر على عمل المعجزات. وبعد أن تمم الفداء، قام من الأموات وصعد للسماء حيث عرش الله العظيم. المسيح يقود المؤمنين به بقوه روحه القدوس وبكلمته المقدسة (الكتاب المقدس). المؤمنون عبر السنين يشهدون قائلين: سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.

أصدقائي، أرجو لكم احتفالا بهيجا ونحن نشكر الله على مجيء المسيح ليضيء لنا الطريق، فلنتبعه ونثق به فيملأ حياتنا بالنور.
عيد ميلاد مجيد.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء