الفصح هو أحد الأعياد اليهودية الرئيسية. وكلمة فصح في اللغة العبرية تعني ” العبور” وهي مأخوذة من قول الله ” فأرى الدم وأعبر عنكم”.
وترجع قصة الفصح إلى الوقت الذي كان فيه شعب إسرائيل مستعبداً في أرض مصر. فصرخوا إلى الله وطلبوا نجدته، فأرسل الله نبيه موسى إلى الفرعون طالباً منه إخلاء الشعب. لكن فرعون مصر رفض بإصرار إطلاق الشعب. فأظهر الله قوته وأنزل ضربات على أرض مصر. كان آخرها قتل بكر في مصر.
كان أمر الله إلى موسى أن يأخذ الشعب شاة أو حملاً صحيحياً، ذكر ابن سنة ويذبحونه في عشية اليوم الرابع عشر من الشهر الأول. ويرشون من دم الحمل على القائمتين والعتبة العليا للبيوت التي هم بداخلها. ويأكلون لحم الحمل مشويا مع فطير على أعشاب مرة. وما يتبقى من خروف الفصح إلى الصبح يحرقونه بالنار.
وكان في هذه الليلة أن ملاك الله المهلك جاز في أرض مصر. وكل بيت لم تكن عليه علامة الدم أن أبكاره قتلت. أما البيوت المرشوشة بالدم فنجت من الهلاك. وهكذا جاز الموت في بيوت المصريين إلى بيت فرعون نفسه الذي ارتعب وأطلق شعب إسرائيل حراً. ومن هنا حفظ هذا العيد تذكارا لنجاتهم إلى الأبد.
ومن المهم أن نلاحظ أن الكثير من الرموز والصور والتشبيهات الموجودة في العهد القديم كانت ظلالاً لما سيحدث فيما بعد. وقد تحققت جميعها في شخص السيد المسيح الذي قال عنه الرسول بولس ” أنه فصحنا”.
فالمسيح هو حمل الله المكتوب عنه أنه يحمل خطية العالم. وكان حمل الفصح هو رمزاً للمسيح الذي مات وكان الاحتماء في دمه سبباً في عبور غضب الله المعلن على خطايا الناس.
فلنتمسك إذن بالسيد المسيح ونحتمي في ذبيحته الكفارية التي عملها بنفسه لتطهير الخطايا. لقد أقسم الله لكل من احتمى في ذبيحة المسيح، أنه سيرى الدم ويعبر عنا.