يشكل عيد القيامة مع عيد الميلاد أهم مظاهر الاحتفال والفرح في الوسط المسيحي. فعيد الميلاد هو الاحتفال بمجيء السيد المسيح إلى أرضنا بعد أن تجسد في صورة إنسان وعاش بيننا. أما عيد القيامة فهو الاحتفال بلب الإيمان المسيحي ورسالته. فالصليب والقيامة هما
الموضوعان الرئيسيان في الإنجيل. وترجع الأهمية القصوى للقيامة في الإيمان المسيحي على حقيقة وبرهان أن المسيح قد كفّر عن الخطية وأنه غلب الموت وانتصر عليه.
لقد صُلب المسيح ومات تكفيراً عن خطايانا. هذه الخطايا كانت سبب استحقاقنا للموت الأبدي كعقاب الله العادل لفاعلي الخطأ والمعصية. ولكن السيد المسيح تحمل على نفسه عبء خطايانا. لذلك تكون قيامة المسيح هامة لإثبات أن عقاب الخطايا والذنوب قد دفع بالكامل وأن عدل الله قد تحقق. فيعيش كل مؤمن بالمسيح بثقة وسلام في حياته وفي أبديته أيضاً.
وقد اعترض البعض على حقيقة القيامة زاعمين أن المسيح لم يُصلب أو يموت، ولكن هذا يناقض البراهين والإثباتات. لا يسعني الوقت لحصرها جميعاً لكثرتها ولكن سأقتصر على البعض منها..
أولاً: إن حقيقة قيامة المسيح تقوم على أساس يقينية موته ودفنه وختم القبر ووجود الأكفان في موضعها. ووجود الحرس الروماني لحراسة القبر بعد وضع حجر ضخم على بابه.
ثانياً: يذكر لنا الكتاب المقدس العديد من الظهورات للسيد المسيح لإفراد منفصلين ولجماعات كبيرة العدد. فظهر المسيح المقام لبطرس ولعشرة من التلاميذ وهم في حجرة مغلقة. ثم نسمع شهادة أكثر من خمسمائة تلميذ ظهر لهم المسيح دفعة واحدة قبل صعوده للسماء.
ثالثاً: التغيير المذهل والنمو السريع لكنيسة المسيح. لقد مات المسيح مصلوباً، وهو ما يعتبره اليهود لعنة من الله. ولكن بعد قيامة المسيح آمن به عدد كبير من اليهود والكهنة ولا يزال يؤمن بالمسيح الكثير من الناس كل يوم.
وأنت صديقي، ما هو ردك على هذه الحقائق؟ هل تؤمن بقيامة السيد المسيح كدليل على انتصاره على الخطية ودفعه لعقابها؟ وهل تؤمن به كمخلص لك؟ إن القبر الفارغ خير دليل على صحة قيام الرب يسوع المسيح.