تابوت العهد هو صندوق صنعه موسى بأمر من الله، وبحسب مواصفات محددة أعطيت له. كان الصندوق مصنوعاً من خشب السنط وهو أحد أنواع شجر الصمغ وخشبه لا يفسد. ثم أن الصندوق كان مغشّى من الداخل والخارج بذهب نقي. وكان على التابوت إكليل من الذهب حواليه. ومن فوق كان الغطاء وهو يختلف عن التابوت حيث لا يدخل في تركيبه خشب السنط، بل هو قطعة واحدة من الذهب النقي. وفوق كل طرف من الغطاء، كروب من ذهب يظلل الغطاء. والكروب هو نوع من الملائكة تقف في حضرة الله وتخدمه.
وكان الغطاء يسمى بكرسي الرحمة. أو مكان الكفارة حيث أن دم ذبيحة الكفارة كان يُنضَح (يُرش) على الغطاء مرة واحدة في السنة في يوم الكفارة العظيم. وكان التابوت يرمز إلى حضور الله في وسط شعبه. وبداخل التابوت حُفظَ لوحي الشريعة، أي الوصايا العشر التي أعطاها الله لموسى. فقد أراد الله أن يسلط الضوء على أهمية حفظ وتطبيق الوصايا، وهو الأمر الذي فشل فيه الشعب تماماً. وكان في داخل التابوت أيضاً وعاء المن. والمن هو عبارة عن قشور أنزلها الله على بني إسرائيل على سبيل أعجوبة مدة إقامتهم في الصحراء وقامت عندهم مقام الخبز، وسُميت خبز السماء. وكان وعاء المن بداخل التابوت لتذكير بني إسرائيل باستجابة الله وتسديده لاحتياجات الشعب.
وأخيراً، نجد بداخل الصندوق، عصا هارون التي أفرخت. وقد حُفظت لتذكير الشعب باختيار الله لهارون ككاهن له بعد أن تذمر الشعب على الله. كان تابوت العهد أهم مقدسات الشعب اليهودي، وقد وُضع في أقدس بقعة بداخل مكان العبادة. وكان التابوت يُحمَل على أكتاف الكهنة بواسطة عصوان من الخشب لتسهيل حمله والتأكد من عدم لمسه.
وقد قال أحد مفسري الكتاب المقدس ” إننا في العهد القديم، نجد المسيح مظللا “. فالتابوت هو أوضح الظلال عن السيد المسيح. فهو يشير إليه سواء في مادته أو محتوياته وغطائه. ففي مادته نرى كمال إنسانية المسيح مرموزا له في نوع الخشب الذي لا يفسد. والذهب النقي يشير إلى لاهوت المسيح له المجد. كذلك في محتويات التابوت، نجد أن السيد المسيح هو الوحيد الذي حفظ وطبق الوصايا وهو الذي قال عن نفسه ” لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ”. أما في غطاء التابوت، أي كرسي الرحمة أو الكفارة، فكان المسيح هو الضحية المطلوبة من أجل التكفير عن الخطايا. وهو الوحيد الذي وفى متطلبات العدالة الإلهية، ففيه وحده الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما.
صديقي، كان للتابوت الذي هو رمز للسيد المسيح، أهمية كبيرة لدى الشعب في القديم. فكم بالحري السيد المسيح نفسه بالنسبة لنا؟ أنه أصل كل بركة ونعمة. لقد وعد بأن كل من يأتي إليه لا يخرجه خائباً. فلنأت إليه خاشعين طالبين غفرانه.
هل تريد أن تعرف أكثر عن المسيح في الكتاب المقدس؟