تعريف سلبي

يعتقد البعض أن المسيحي هو شخص ولد في أسرة مسيحية أو أنه بالوراثة قد صار مسيحياً. البعض يظن أن المسيحي هو شخص يذهب للكنيسة أو يمارس بعض الطقوس الدينية ويردد عبارات من الكتاب المقدس. أو قد يظن أخر بأن المسيحي هو من يعيش بأمانة فلا يظلم أحد، ولا يشي بأحد ولا يسيء لأحد. وبالرغم من أن كل هذه هي مظاهر للشخص المسيحي، إلا أنها لا تقدم تعريفاً كاملاً للشخص المسيحي كما يعلنه الله في الكتاب المقدس!.

فمن هو المسيحي إذن؟

قدم السيد المسيح لنا تعريفاً للمسيحي في الإنجيل. سرد السيد المسيح قصة رجلين واحد فريسي أي شخص متدين والأخر عشار وهو من فئة محصلي الضرائب وكانوا في الأغلب فاسدين. ومن خلال هذه القصة نقدر أن نفهم ماذا قصد السيد المسيح. ففي الإنجيل بحسب لوقا والفصل 18. فقال: »إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. 11أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. 13وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. 14أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ. «
الشخص المسيحي إذن ليس هو الشخص الذي يتباهى بأعماله وانجازاته بل هو الشخص المتواضع الذي يعترف بذنبه وخطأه أمام الله. إنه الشخص الذي يسعى لطلب مغفرة الله بالاعتراف بذنوبه ويطلب رحمة الله وخلاصه ويتوقف عن عمل الشر.

وكيف يتم هذا الخلاص؟

يقدم لنا الرسول بطرس الإجابة عن هذا السؤال الهام. الذي سأله بعض الناس الذين شعروا بذنوبهم واحتياجهم لخلاص الله. ففي كتاب الأعمال والفصل الثاني، أجاب الرسول بطرس قائلاً: “تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” فالخلاص يتم بطلب التوبة وغفران السيد المسيح، والثقة في أنه أخذ عنا عقاب الذنوب التي عملناها بموته الاختياري على الصليب وبهذا سدد ديوننا أما العدالة الإلهية. فينظر الله إلى حسابنا الآن وفي الآخرة ويختمه بختم “مدفوع بالكامل

وهل هناك متطلبات أخرى للمسيحي؟

لا. لا توجد متطلبات أخرى لخلاص المسيح إلا الثقة فيه والإيمان به كرب ومخلص. لكن الحياة المسيحية بما أنها تحمل اسم المسيح لها مواصفات مهمة تعكس خلاص المسيحي. فيذكر لنا النبي ميخا متطلبات الله بقوله: ” قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ”. فبالإيمان نخلص من عقاب الله، وبالسلوك الحق نثبت بأننا قد خلصنا وصرنا مسيحيين حقيقيين. وبالطبع لا يعني هذا بأن المسيحي لا يخطئ أبداً، فنحن جميعاً نخطئ ولكن المسيحي الحقيقي لا يعيش في الخطية بل يكرهها. وعندما يسقط ويخطئ، فإنه يعترف بها ويتوب عنها. فيغفر الله له ذنبه. هذا ما أكده الرسول يوحنا عندما قال: إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.

فهل أنت مسيحي حقيقي؟ إن لم تكن يا صديق فهل ترغب في أن تصير مسيحياً حقيقياً؟
لتعرف أكثر، انقر هنا

كملخّص لما سبق

من هو المسيحي؟

هو الشخص المتواضع الذي يعترف بذنبه أمام الله. إنه الشخص الذي يسعى لطلب مغفرة الله بالاعتراف بذنوبه ويطلب رحمة الله وخلاصه ويتوقف عن عمل الشر. وخلاص الله هو في الثقة بأن المسيح قد دفع العقاب المستحق بسبب الخطايا. وبسبب الإيمان بالمسيح يعيش المسيحي حياة طاهرة تثبت أنه تابع للمسيح.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء