وقف الطفلان في ساحة المدرسة يتباهيان. فقال الأول: أبي طبيب هو يعالج المرضى ويعطيهم الدواء فيشفون. فرد عليه الطفل الأخر وقال: أبي مهندس هو يصمم ويبني المستشفيات التي يعمل فيها والدك.  كلنا كنا في موقف أو أخر مشابه، نتباهى بأهلنا ونشعر بالفخر لانتمائنا لإسرنا.

ليس فقط بسبب ما يقومون به من أعمال مهمة للمجتمع، ولكن أيضا بسبب الحياة الكريمة التي يوفرونها لنا. وبالطبع قد لا يتفق معي البعض بسبب فقدان العائل للأسرة لعمله بسبب المشاكل الاقتصادية في العالم العربي، أو بسبب المرض أو الوفاة. فكانت الحياة ولربما لا تزال صعبة وحالكة. في الكتاب المقدس يقدم لنا السيد المسيح تصور أخر للحياة، وهذا ما أريد أن أشاركه معك أخي، وأختي في الإنسانية. تعالوا نسمع مايقوله المسيح: “فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا ٱلْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلَا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لِأَنَّ ٱلْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي ٱلْيَوْمَ شَرُّهُ.
مَتَّى 6: 31 – 34.
من خلال كلمات السيد المسيح المعزية للقلب، يمكن أن نستخلص بعض الدروس لنتأمل فيها في هذا الصباح. نعرف أن المشاكل ليست أمرا جديدا في الحياة، وقد تعامل السيد المسيح مع الناس قبل ألفي عام وكانوا يمرون بنفس الظروف الصعبة التي مررنا بها أو ما زلنا نمر فيها مثل نفق مظلم عميق. ولكن كلمات السيد المسيح فيها تشجيع كبير ونور ساطع للجميع. إنه يعلم ما نمر به فهو الذي قرأ أفكار الناس وتصورات قلوبهم، وهو يعرف صعوبة الأيام التي نمر بها.
الأمر الرائع الذي أثار انتباهي هو قول السيد المسيح بأن أبانا السماوي يعلم هذه الاحتياجات. كان هذا أمرا مريحا لي. نعم أنا نشأت في أسرة جيدة فيها المحبة والسلام، كان عمل والدي يدر عليه من الدخل ما يسمح لنا بأن نعيش حياة كريمة، إلا أن هناك أشياء كثيرة لم يستطع والدي أن يوفرها لنا. أشياء خارج عن نطاق وحدود القدرة البشرية، مثل المستقبل أو الهناء في الحياة. أما السيد المسيح فيعلن أنا لنا أب سماوياً، كلّي القدرة والمعرفة، عظيم ومهوب، ولا يقف عائق في طريقه، فهو ليس أب بشري، بل أب روحي مكانه في سماء السماوات. هذا الأب يعلم وهو يدبر ويعطي بسخاء ولا يعيّر لأبنائه.
الأمر الأخر، الذي لربما لم نفكّر فيه جدياً، هو الوصف الذي قدمه السيد المسيح – قال “أباكم السماوي” – لقد قصد السيد المسيح أن يعلن لنا بأن الله سبحانه خالق السماء والأرض هو أبونا. هذا إعلان عظيم ممتاز، ولكن له تبعيات خطيرة جدا. إنه يعني بأن الله سبحانه قد أحبنا، وأننا لابد أن نصير أبنائه لنستفيد ونستمتع بعطاياه. وهذا يحدث عندما نستجيب لهذه المحبة بقبول من أرسله – أي المسيح – وطاعة وصاياه. فيقول الإنجيل: “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.” فعندما نؤمن بالمسيح رباً، يصير الله أبانا السماوي، وعندما نسبّح اسمه القدوس ونطلب ملكه، يقدم لنا الله كل ما نحتاج إليه بل ويزيد بأن يأخذ القلق والخوف من الغد الغير معروف.
ترى، هل يمكن أن تقول أن الله هو أبوك يا صديق؟

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء