Yocef-and-Brothers-s كنت أفكر في شخصية هذا الرجل العظيم، وما آلت إليه حياته وطريقة تعامله مع الأحداث المتقلبة. فمن الابن الأثير في بيت أبيه الكريم إلى العبد الحقير في بيت المصري العزيز. ومن السجين الذليل بسبب ذنب دسيس إلى أمير فهيم في قصر مهيب.
ماذا؟ كيف ازدهر وسط المأساة؟ لا نحتاج للتخيل أو التخمين. فبعد مرور عشرين عامًا، انقلبت الأدوار،

وكان يوسف هو الأقوى وإخوته الأضعف. وبعد أن طلبوا إطفاء فتيلة حياته، توسلوا إليه أن ألا يخمد فتيلتهم. جاؤوا إليه في حالة فزع. كانوا يخشون أن يسوي الحساب، ويرميهم في حفرة من صنعهم ويرد الصاع صاعين. لكن يوسف لم يفعل ذلك. وفي شرحه نجد إلهامه.

أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا.

في أيدي الله، يصبح الشر المقصود خيراً.

ربط يوسف نفسه بهذا المنطق، وتمسك بوعد الله الأمين. لا شيء في قصته يلمّح على وجود الشر في قلبه. بل على العكس تماما. بقع الدم، وآثار الدموع تجدها واضحة في كل مكان على خريطة حياته. تمزق قلب يوسف على صخور الخيانة، وانحنى ظهره تحت عبء العدالة الخاطئة. ولكن، لم تنتهي القصة هكذا فمرارا وتكرارا يتدخل الله ويستبدل الألم بنعمة السلام. أصبح الرداء الملون الممزق، ثياباً ملكية مبهرة. حفرة السجن الحقيرة صارت قصر كبيرا فخماً. الأسرة المكسورة التئم شملها، وكبرت معًا. لم تتحول الأعمال ذاتها التي هدفت إلى تدمير خادم الله إلى أدوات لتقويته وتشكيله فقط، بل أدت إلى حياة لشعوب كثيرة ولم شمل أسرة حزينة.

” قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا ”

أخبر يوسف إخوته بحقيقتهم، مستخدماً الفعل العبري الذي ينبع معناه من فعل “نسج” أو “ضفّر”.
“لقد نسجتم الشر لي” ، كان يوسف يقول، “لكن الله أعاد تضفيره من أجل الخير للجميع”. كان مؤمنا بسيادة الله بالرغم من مكائد rug-colorful-sالإنسان.

الله هو النسّاج الأعظم. يمد النسيج ويشابك الألوان في بساط الحياة، الخيوط الخشنة مع الأوتار الناعمة، الآلام مع الأفراح. لا شيء يهرب من بصره وسيطرته. كل ملك، كل طاغية، كل نمط تفكير، وكل خطة وتدبير، هي كلها تحت قيادته. يجوب في الأرض ذهابًا وإيابًا عبر الأجيال، وبعد أن يقوم ويمر، يظهر تصميم بديع من إله قدير رحيم. يخطط الشيطان للتدمير، فيقوم الله بالتعشيق والإبداع للبناء والتعمير.
صديقي، صديقتي، أينما كان وضعك الحالي في العلاء أو الاتضاع، فاعرف أنك لست رهن الزمان ولطم الأمواج، فأنت في يد رب عظيم يدبر الأمور بحكمة سماوية ليهدي سفينة حياتك لبر الأمان. إن يد الله تدربك وتعلمك وعينه عليك تحفظك وترعاك فيفرّح حياتك. إن لجأت إليه ستتغير حياتك بالكامل.
قال يسوع : »أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ .«
أتمنى لك حياة منيرة.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء