قرأت لك يا صديق في كتاب المزامير مزموراً أي قصيدة رائعة تتكلم عن خبرة المسبح لله في قديم الزمان. لم تتغير ثقة الملايين من الذين يتبعون إله الكتاب المقدس في التأكيد على صحة هذ الكلمات بل وأيضا الراحة الكبيرة التي تحدثها عندما يتأمل فيها قارئها. تعال معي نقرأ ونتأمل في الكلمات الجميلة من المزمور السادس والأربعون:

1اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. 2لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. 3تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا. سِلاَهْ.
4نَهْرٌ سَوَاقِيهِ تُفَرِّحُ مَدِينَةَ اللهِ، مَقْدَسَ مَسَاكِنِ الْعَلِيِّ. 5اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ. 6عَجَّتِ الأُمَمُ. تَزَعْزَعَتِ الْمَمَالِكُ. أَعْطَى صَوْتَهُ، ذَابَتِ الأَرْضُ. 7رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.
8هَلُمُّوا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ، كَيْفَ جَعَلَ خِرَبًا فِي الأَرْضِ. 9مُسَكِّنُ الْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَقْطَعُ الرُّمْحَ. الْمَرْكَبَاتُ يُحْرِقُهَا بِالنَّارِ. 10كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ، أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ. 11رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.
من كلمات المزمور تتضح لنا ثلاث نقاط هامة، أحب أن أوجزها لكم أصدقائي فتتأملوا في معانيها.

الله يدبر لنا الحماية

كتب كاتب المزمور هذه الكلمات بعناية ووصف دقيق لحماية الله المستمرة لأولاده أي المؤمنين به. فبدأ حديثه بوصف حماية الله بالملجأ القوي الذي يوفر السلام والراحة في وسط الأعاصير والعواصف الضخمة. إنه مثل المرسى الآمن للقارب الصغير من الريح الشديدة والمطر الغزير. تُرى أخي، أختي هل مررت مرة في عاصفة أمطار غزيرة، وكنت تبحث عن مكان تختبئ فيه من المطر والبلل؟ عندما وجدت هذا الملجأ، فأنك شعرت بالراحة. لقد وعد الله أن يحمينا عندما نأتي إليه طالبين حمايته ورعايته. وعندما ندخل حصنه المنيع، نشعر بدفء محبته ورعايته. إن راع الخراف العظيم هو الرب يسوع الذي قال انه جاء ليكون لنا حياة وليكون لنا أفضل، وهو يدعو كل مضطرب حائر ليأتي إليه ويحتمي فيه، فيجد الراحة والسلام. نعم الله لنا حماية وسلام.

الله يدبر لنا الأمان

في الآية 4، يذكر لنا كاتب المزمور عن نهر مياهه عذبة صافية تفرح مدينة الله. لا يوجد شيء أعظم من مياه عذبة نقية في يوم حار. عندما يهجم العدو على مدينة، يعمل أهلها على الدفاع عن مدينتهم بالأسوار العالية، والبوابات الحصينة. ولكن هل هذه التحصينات حتما ستفشل لو لم يكن هناك مجرى مياه صاف يوفر الشراب لأهل المدينة. إن السيد المسيح هو الماء الحي وهو الذي أعلن لمستمعيه بقوله ” مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ”. السيد المسيح يقدم لنا أمان الأبدية وضمانها، ولكن ليس هذا فقط بل هو يرتب الأمان في هذه الحياة. مهما كانت المشاكل، والصعوبات، مهما كانت التحديات والأزمات، يقول كاتب المزمور “رب الجنود معنا” وإن كان الله معنا فمن يقدر أن يقف ضدنا.

الله يدبر لنا الكفاية

يحث كاتب المزمور مستمعيه على التوقف والتأمل. يطلب منهم أن يفكروا في أعمال الله العظيمة التي قام بها في الماضي. هناك حكمة قديمة تنادي ” الخبرة السابقة تحدد التوقعات المستقبلية” وهذا صحيح، عندما يتأخر عليك صديق عن موعده عدة مرات، تصير توقعاتك عنه أنه لن يحضر في الميعاد في القاء القادم. أما الله فهو دائما في الميعاد، لا يتأخر ولا يتقدم. أعماله عظيمة، وتوقيتاته ممتازة. إنه الذي يعلن نهاية الحرب، ويوقف الطاعون ويرتب المصل واللقاح المطلوب. هل تعلّموا أخوتي أن كلمة “كفوا” في الآية 10 تعني توقفوا. الله يريدنا أن نتوقف عن الخوف والهلع، أن نتأمل قوته الذي كرسها لكفاية الذين يثقوا به. أنه هو الله وحده لذلك نفتخر ونحن نعيش الحماية ونختبر الأمان ونتلذذ بالكفاية قائلين “رب الجنود معنا ملجأنا وحامينا هو”. أرجو أن تكون هذه هي كلماتك أيضاً.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء