قالوا في الأمثال العربية: “اللسان سيف قاطع لا يؤمن حده، والكلام سهم نافذ لا يؤمن رده. توقفت قليلا أما هذه الحكمة، وتذكرت كم من المرات شاهدت من المبارزات الكلامية ما أدى إلى عواقب سيئة ونتائج مؤلمة. كل هذا بسبب عضو صغير في جسم الإنسان، ألا هو اللسان. هذا العضو المتمرد الذي شبهوه بالسيف الحاد، فهو سلاح فتاك قادر على إشعال نيران الغضب والعنف في الشارع، ونعومته الخبيثة تسبب في تدمير بيوت عديدة وتفريق صداقات متينة. صدق الحكيم الذي قال: اللسان ليس فيه عظام، ولكنه قوي بالكفاية ليكسر قلباً. فكن حريصاً في استخدام لسانك.

هل تساءلت يومًا ما أنواع الكلمات التي يعتبرها الله مقبولة؟ بالتأكيد لن تكون كلمات حُكم، أو سباب، أو سخرية، أو سلبية، أو شكوى، أو نميمة. فماذا يمكننا أن نفعل لنضمن أن كلماتنا مرضية أمام الله القدوس الذي سنقدم له حسابا كاملا عن كل كلمة تفوهنا بها؟

واحدة من النصائح هي أن نتعلم أن نكون هادئين أكثر، وأن نحصر الكلمات التي تخرج من أفواهنا. نحن نتحدث الكثير من الكلمات العبثية ونشارك في محادثات لا تكون مبنية على أي هدف او نتيجة. جرب هذا اليوم: في المحادثات مع الآخرين، استمع أكثر وتحدث أقل.
طريقة أخرى، هي أن ترفع صلاة ودعاء لله قائلاً: “يا رب، أغلق فمي.” إن إغلاق الفم له بعض الفوائد العظيمة. هذا يعني أنك لن تخطئ بكلماتك؛ سوف تستمع أكثر مما تتكلم. ستسعى إلى فهم أعمق بدلا من حديث أحمق. وسيظن الناس أنك حكيم.

كيف تحصل على الحكمة؟

يقدم لنا النبي داود حكمة عميقة في موضوع السيطرة على هذا العضو الصغير الجامح فيقول في مزمور 19 والآية 14:” لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي.” عرف داود بأن هذا اللسان يتطلب تدخل إلهي للسيطرة عليه، فابتهل إلى الله ليساعده. ولكن قد تتساءل عما إذا كان من الممكن للرب أن يقوم بعمل كامل فيك حتى أن تأملات قلبك ستكون مقبولة لديه! نعم هذا ممكن. يخبرنا الكتاب المقدس في رسالة العبرانيين أن الرب يسوع المسيح قادر أن يخلصنا بالتمام إذا جئنا إليه، كما يعلن لنا الفصل السابع والآية 25. وعندما يقول بالتمام، فهو يعني 100 بالمائة، بما في ذلك كل كلمة خاملة وكل فكرة في أذهاننا. أوه، يا له من خلاص عظيم لنا! هذا هو الهدف ونحن نصوم عن الكلمات السلبية الحُكم والسباب والسخرية والسلبية والشكوى والنميمة – حيث يقوم الرب بعمل عميق في قلوبنا وعندها ستتغير الكلمات التي تخرج من أفواهنا، وتأملات قلوبنا ستكون مقبولة عنده. اسأل نفسك: “ما الذي يدور في خاطري معظم الوقت – وما هو أكثر شيء أفكر فيه – وعما إذا كنت صادقًا في كلامك؟”

إذا خرجت من فمك اليوم أي كلمات تحتاج إلى التوبة منها، فافعل ذلك. اطلب من الروح القدس، روح الله، أن يلمس قلبك وأن يجعل كلماتك للبناء وليس للهدم، لعبادة الله وشكره بدلا من لعنة الناس وذمهم. فمن فيض القلب يتكلم اللسان.
ان كانت لديك أي أسئلة، فاكتب لي بها

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء