قد يبدو عنوان مقالي هذا غريبا في عالم مزدحم بالأحداث، ومشغول بالالتزامات اليومية. العمل، الأسرة، الدراسة، ناهيك عن العلاقات البشرية بما فيها من شد وجذب. ولكن ماذا لو أن الحياة ليست كما تعيشها الان؟ ماذل ولو هناك طريقة أفضل؟

تخيل أنك تقف على تل بمفردك. يتدفق بهدوء تيار ماء بجانبك بينما تغرد الطيور بسعادة فوقك. تشع الشمس بدفء على جسمك بينما يهب نسيم لطيف يتلامس مع وجهك. يبدو كل شيء هادئاً وساكناً من حولك – ولكن الصورة تختلف داخلك فعقلك يتسابق عبر قائمة المهام التي تركتها دون حل، والمشكلات التي تواجهك ولا يمكنك حلها، وخبرات الفشل الذي لا يمكنك إصلاحها. وعلى الرغم من أنك في مكان تغلّفه روعة الهدوء، فإن صوت أفكارك يصم الأذان ويمنعك من الاستمتاع بما يحدث من حولك. ما الذي يتطلبه الأمر للتوقف وإسكات الضوضاء والصخب؟

من خلال السكون نتعلم أن ننتبه لما يفعله الله فينا ومن حولنا. هل تعلم يا صديق بأن الله يريد أن يلفت انتباهك إليه؟ وهل تدرك بأنه قد صمم سبحانه الحياة بشكل أخر، فيها سعادة وطمأنينة وسط مشاكل العصر وتحدياته. إن الله يطلب منا أن نهدأ أمامه كما يعلمنا المزمور 46، ففي الآية 10 يقول الله: “اسْتَكِينُوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ، أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ وَأَتَعَالَى فِي الأَرْضِ”. ولكن السكون الذي يطلبه الله منا هو سكون إيجابي وسلبي في نفس الوقت. إنه يبدأ بأن نسمح لله بإعادة تركيز رؤيتنا على شخصه وضبط آذاننا على صوته. فعندما نقرأ الكتاب المقدس، كلام الله، ندرك عظمته وقدرته الخارقة في عمل الكون، وصفاته المطلقة من الكمال والثبات والمعية، فالله لا يتغير! وعندما نضبط آذاننا على صوته، نسمعه يهمس فينا بكلمات المحبة والسلام والرعاية، مثل طفل رضيع خائف يهدأ على صدر أمه.
وبينما نعطيه الضوضاء بداخلنا – القلق والتوتر والخوف، نسمعه يقول: “تعالوا إليّ” إنه يطلب منا تسليم همومنا واهتماماتنا ومشاكلنا له وأن نلاحظ ما يقوم الله بفعله في حياتنا. اسمع خبرة كاتب المزمور 84 يقول: “أَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ شَمْسٌ وَتُرْسٌ. الرَّبُّ يُعْطِي نِعْمَةً وَمَجْداً؛ لَا يَمْنَعُ أَيَّ خَيْرٍ عَنِ السَّالِكِينَ بِالاسْتِقَامَةِ. 12 يَا رَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ. ولكن من هم السالكين بالاستقامة؟ انهم هؤلاء الذين سلّموا حياتهم للرب يسوع المسيح ليكون الرب والقائد والفادي لحياتهم. فهو الذي قال: “أما أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ”.
إن كنت حائرا متوترا أو قلقاً من تحديات الحياة، فلماذا لا تأتي للسيد المسيح؟ أن تطلب منه أن يعيد صياغة حياتك، ويقدم لك سلاما لم تختبره من قبل؟ لماذا لا تجرب؟ فهو لم يرد سائلا وطالبا له.

إن أردت أن تعرف أكثر، فاكتب لي، فيسعدني تقديم المعونة الروحية لك

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء