يرتكز الإيمان المسيحي على أن معرفة الله هي أعلى وأسمى أشكال المعرفة. وهذه المعرفة الروحية هي مصدر القوة للمؤمن بالمسيح. فهذه المعرفة تعضد الإيمان وتشدده. ويشار دائمًا إلى المؤمنين في الكتاب المقدس على أنهم أشخاص مستنيرون ومتعلمون من الله، بل أن الرب نفسه هو الذي يقودهم في كل مسالك الحياة فيعلن النبي إشعياء

” يَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ ” يقال أيضا عن المؤمنين بإنهم “قد تم مسحهم من قبل القدوس – فيقول” وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ”. فعمل الروح القدس يختص بإرشاد المؤمنين وقيادتهم إلى كل الحقائق الروحية ومعرفة الأوقات، حتى ينموا في إيمانهم. وهذه المعرفة الروحية لله تشبه الأرض الخصبة التي تنبثق منها أمور عديدة نذكر البعض منها:

المحبة

المعرفة تتعزز بالمحبة وكذلك الإيمان. فتفتح المعرفة باب الفهم، ومن خلال ذلك الباب نرى منقذنا وفادينا. أو بعبارة أخرى، فإن المعرفة ترسم صورة يسوع أمامنا، وعندما نرى تلك الصورة بوضوح، فإننا نحبها. لا يمكننا أن نحب المسيح الذي لا نعرفه. أو على الأقل محبتنا ستكون محدودة بشكل ما إن كنا نعرف القليل فقط عن شخص السيد المسيح، وما الذي فعله من أجلنا وما يفعله الآن وما سيفعله في المستقبل. لكن كلما عرفناه أكثر، كلما أحببناه بشكل أعمق. يكشف المرنم عن خبرته في تعامله مع الله في كتاب المزامير فيقول: “ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ”.

الأمل

المعرفة أيضا تشحذ الأمل. كيف يمكن أن نأمل في شيء ما إن كنا لا ندري وجوده؟ قد يكون الأمل هو التلسكوب، لكن إلى أن نتلقى تعليمات استخدامه، فإن جهلنا يحجب نظرتنا، ولا يمكننا رؤية أي شيء. المعرفة تزيل الانسداد، وعندما ننظر من خلال الزجاج البصري الساطع نكتشف المجد الذي سيتم الكشف عنه ونتوقعه بثقة بهيجة.

الصبر

تزودنا المعرفة بعنصر الصبر. كيف يكون لدينا صبر في وسط الألم ما لم نعرف شيئًا عن تعاطف المسيح وفهم الخير الذي يخرج من التصحيح الذي يرسله لنا أبينا السماوي؟ لا يوجد مسيحي واحد، في ظل رعاية  الله، لم يتم تدريبه وفهمه وتقدمه إلى الكمال من خلال المعرفة المقدسة. إذن من المهم جدًا أن ننمو ليس فقط بالنعمة، ولكن بمعرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

كيف نعرف؟

ولكن كيف ننمو في هذه المعرفة الروحية؟ تأتي الإجابة على لسان الرسول بولس وهو يقدم التعليم العملي لتلميذه تيموثاوس والملايين من أتباع المسيح في كل بقاع الأرض فيقول: ” كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ”.

أخي، أختي. تُرى هل لديك هذه المعرفة التي تقود إلى الحياة، وهل هذه المعرفة تزداد كل يوم؟ تعال واقرأ كلمة الحياة – الكتاب المقدس – لتعرف وتؤمن فتكون لك الحياة، حياة أفضل.

إن أردت يمكنك تحميل الكتاب المقدس هنا

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء