كتب الرسول بولس لأصدقائه في مدينة فيلبي ليشجعهم على الحياة المنتصرة في المسيح. وفي رسالته لم يقتصر اهتمام الرسول ببساطة على الأحاديث والموضوعات التي نتناولها مع بعضنا البعض، ولكن مع مجمل حياتنا وسلوكنا في العالم. قال الرسول: ” فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ”. إن الكلمة اليونانية المترجمة “أسلوب الحياة – عيشوا” تدل على أفعال وامتيازات المواطنة: وبهذه الطريقة، يطلب منا الرسول أن نجعل تصرفاتنا وردود أفعالنا، كمواطنين في المدينة السماوية، تستحق إنجيل المسيح. وعلى هذا يكون السؤال: “ما هو شكل أسلوب الحياة هذا”؟  محور اهتمامنا ودراستنا.
أولاً، الإنجيل بسيط جداً. لذا يجب على المسيحيين أن يكونوا بسطاء وصريحين في عاداتهم. يجب أن يكون أسلوبنا، كلامنا، ملابسنا، سلوكنا بالكامل يعكس بساطة الإنجيل تلك البساطة التي هي الجمال الذي يجذب الآخرين نحو إلهنا.
الإنجيل هو ثمين للغاية. هو ذهب نقي بدون شوائب. فحياة الشخص المسيحي تكون بلا لمعان وعديمة القيمة بدون جوهر الحقيقة. ففي الإنجيل نعرف أكثر عن عظمة الخالق ثم محبته الشخصية لنا حتى أن هذا الله العظيم يدعونا أبناء له. أليس هذا رائع أن نعرف أن خالق الكل يهتم بنا شخصياً؟ ألا تغير هذه الحقيقة من طبيعة أفكارنا وما ينتج عنها من تصرفات؟
الإنجيل هو إنجيل لا يعرف الخوف. إنه يعلن الحقيقة بجرأة، سواء أحبها الناس أم لا. فالإنجيل هو قوة الله للخلاص لمن يؤمن. ولذلك وجب أن نكون مخلصين وثابتين عندما يسألنا الناس عن سبب الرجاء الذي نفتخر به.
لكن الإنجيل هو لطيف للغاية. نرى هذا في يسوع فقد كتب عنه الأنبياء بأنه ” قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَا يُطْفِئُ، حَتَّى يَقُودَ الْعَدْلَ إِلى النَّصْرِ، 21 وَعَلَى اسْمِهِ تُعَلِّقُ الأُمَمُ رَجَاءَهَا! إن السيد المسيح كسب قلوب الناس على مدى القرون الفائتة، لا بالقمع والعنف، بل بالمحبة واللطف. وإن كان المسيح قائدنا تصرف هكذا ألا يستحق تابعيه أن يحذو حذوه؟ دعونا إذن نسعى لكسب الآخرين ،برفق كلماتنا وأفعالنا مع الجميع الصديق والعدو أيضاً.
الانجيل محب جدا. إنها رسالة إله المحبة لجنس البشر الخاطئ والساقط. كانت وصية المسيح لتلاميذه لا أن يشكلوا جيشا عاتياً يهزم المخالفين، ولا أن يكونوا عظماء في المعرفة وحفظ نصوص الكتاب. ولكن كانت وصيته عميقة هي “أن نحب بعضنا البعض”. نحن بحاجة إلى اتحاد حقيقي أكثر ودود مع جميع القديسين ومحبتهم، ورأفة أكثر عطفًا تجاه أرواح أسوأ الناس وأشرهم!
يجب ألا ننسى أن إنجيل المسيح هو إنجيل مقدس. لا يعذر الخطيئة أبداً. يعفو عنها ويغفرها، ولكن فقط من خلال التكفير. تم هذا التكفير من خلال تحمل السيد المسيح عقاب الذنوب التي عملناها. فإذا كانت حياتنا تشبه الإنجيل، فيجب ألا نتجنب الرذائل الكبيرة فحسب، بل كل ما من شأنه أن يعيق طاعتنا التامة للمسيح بأن نكون طاهرين كما هو طاهر وقدوس.
من أجل خاطر المسيح ومن أجل مصلحتنا ومن أجل بركة الآخرين، يجب علينا أن نكافح يومًا بعد يوم لنجعل أسلوب حياتنا أكثر انسجامًا مع إنجيله العظيم. اسمع هذا التحدي الذي وضعه المرنم لنا عندما قال: ” حياتك امامهم سفر كذاك المطبوع. هل للسماء تقودهم، هل فيك يرون يسوع؟

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء