قصة من التاريخ

قرأت هذه القصة المؤثرة وأردت أن أشاركها معك يا صديق. فبعد نهاية الحرب الأهلية الأمريكية في منتصف القرن التاسع عشر، وأثناء تفقده لإحدى الجبانات، وجد عمدة مدينة “ناشفيل” رجلاً يرتدي ملابس الفلاحين وهو منحني على أحد القبور يمسح بعناية واجهة القبر.

تأثر عمدة المدينة بمنظر الرجل وذهب إليه وسأله: هل هذا قبر ابنك؟ فرد الرجل بهدوء: لا. أنا فلاح فقير من الشمال ولدي زوجة وسبعة أطفال صغار. هم جميعا بخير. أما هذا القبر فهو لابن جاري. فلما اندلعت الحرب الأهلية طلبت مني بلدية المدينة بالتطوع في الجيش والذهاب للمعركة. فلما رأى ابن جاري فقري وأسرتي الكبيرة التي تحتاج عناية، رق لحالي وطلب أن يحل مكاني. جاء لساحة الحرب وهنا كافح، ومات وهذا قبره. ولما سنحت لي الفرصة لأسافر، جئت لأظهر مشاعر التقدير والشكر والعرفان على النصر والحرية والسلام التي أعيشه الآن. رفع عمدة المدينة نظره ليرى الفلاح الفقير وقد وضع لوحة خشبية مكتوب عليها “مات من أجلي”.

محبة عجيبة

منذ أكثر من ألفي عام ظهرت محبة أعمق وأعظم. كانت محبة الله لبشر مذنب وجاحد. جاء إلهنا لأرضنا. جاء ليزيل الحزن والغم، المرض والتعاسة، جاء ليعطينا حياة، بل حياة أفضل. إن عدل الله وجب أن يعاقب المخطئ الأثيم، ولكن محبة الله ورحمته وشفقته تطلب غفران ومسامحة! فكيف تتحقق المعادلة المستحيلة بالتفكير البشري؟ لقد تحققت عندما جاء المسيح وزارنا. أنظر لما عمل المسيح على الأرض. لقد شفى المرضى، وأشفق على الحزانى، وأشبع الجياع، بل وأقام الموتى. يقول الكتاب المقدس انه كان “يجول يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ”. كان رقيقا متواضعاً يحب الناس. جاء إليه الأطفال فباركهم، سعى نحوه المحتاجين فسدد احتياجاتهم. غنت له الجموع قائلة: “أوصانا في العلى”، وبعد أسبوع صرخت ضده بكلمات الكراهية ” اصلبه، اصلبه”. ولكنه كما قال النبي إشعياء في القديم: “لكن أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا”. لم يعمل خطأ أو ذنب يستحق عليه العقاب، ولم يسأل أحد أن يسامحه بسبب جرم عمله بل شهد عنه حتى أعدائه بأنه بار لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. ومات المسيح ميتة المجرمين على الصليب. ولكن، لماذا إذن تعذّب المسيح؟ يقدم لنا الرسول بولس الإجابة على هذا السؤال العجيب عندما قال: ” اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا”. فيالها من محبة قوية باذلة فيها أظهر المسيح محبة الإله لبني البشر. نعم يمكن أن نكرر كلمات الفلاح البسيط ” مات من أجلي”

ماذا يكون رد فعلنا؟

– كما أظهر الفلاح البسيط مشاعر التقدير والشكر، يمكننا نحن أيضا أن نشكر الله على هذه المحبة الغالية والمضحيّة. إنه يقدم لنا عطايا وبركات في كل يوم، يحمينا من الأخطار ويوفر لنا احتياجاتنا، بل وضمن لمن يثق به وبفدائه خلاصا أبديا وآخرة سعيدة مباركة. ألا يستحق هذا الإله العظيم الشكر والعبادة والسجود؟
– ألا تحزن يا صديق عندما تقدم هدية غالية لشخص أخر وتجد عدم اهتمام أو مبالاة من جهته؟ فكم بالحري، الله الذي قدم لنا هبة الحياة الخالدة في الأبدية ونعيم الله في السماء. ألا يجب علينا أن نقبل هذه الهبة المباركة ونحتضن هذا الخلاص بكل قوانا. إن الله يطلب منا أن نثق في تضحية المسيح من أجلنا، وأن نتوقف عن العيش بأنانية، وأن نهتم بحفظ وصايا الله وتطبيقها في الحياة، فهذا يدل على أننا نقدّر عمق التضحية التي قام بها من أجلنا. نعم نحن لا ننسى بأنه “مات من أجلنا”

يمكن أن تعرف أكثر عن قصة المحبة المضحية في هذه الترنيمة

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء