الكرازة هي المناداة ببشارة أو خبر طيب. فالكرازة هي بشرى، لذلك نستخدم الفعل “يبشّر” ومشتقاته
لتأكيد طبيعة الكرازة أي الأخبار الطيبة. والبشارة أو البشرى هي إعلان أخبار سارة مفرحة للناس. فنسمع التعبير ” أنه جاء ببشرى خير” كالإعلان عن ميلاد طفل جديد في العائلة، أو نجاح عملية جراحية صعبة، أو وصول مسافر عزيز بعد سفر طويل.
والكرازة في المفهوم المسيحي هي إعلان الأخبار السارة للناس والتبشير بما فعله الله من أجلنا نحن البشر. فمنذ فجر التاريخ، وبعد أن أخطأ أدم وحواء في حق الله بعصيان وكسر وصاياه، انفصل الإنسان عن الله الذي هو قدوس ومصدر كل قداسة. وصارت حياة الإنسان تعيسة وبلا فرح حقيقي أو سلام دائم وانتشرت المشاكل والخطايا والذنوب. يكفي أن تنظر حولك، أو تطالع الجرائد اليومية فستجد جرائم من كل وصف. وبفحص أنفسنا نجد أننا أيضا نقف متهمين أمام عدالة الله بسبب الغيرة والحسد والنميمة، ناهيك عن الكبائر. ونحن نعرف أننا نستحق عقاب الله العادل لكل هذه الخطايا والذنوب، وهذه بالتأكيد أخبار سيئة لنا جميعاً.
ولكن ماذا لو قيل لك أن كل ذنوبك وديونك أمام الله قد أُلغيت وقد صدر عفو تام لكل ما فعلت!! … أليست هذه أخبار سارة؟!
نعم بالتأكيد. فقد جاء السيد المسيح وحمل خطايانا ودفع ثمن عقابنا ووعدنا عندما نؤمن به، بأن ننال غفراناً تاماً وعفواً شاملاً، فلا نخشى من عقاب الله أو يوم الحساب.وهذه هي الكرازة أي بشارة خلاص الله.
وبالطبع عندما نختبر أمراً أو شيئاً ساراً، فإننا نذهب ونخبر الآخرين أيضا لكي يتمتعوا ويستفيدوا معنا أيضا من هذه الأخبار السارة. وهكذا في الكرازة، نحن نذهب لنخبّر بأن السيد المسيح قد مات من أجل خطايانا وأنه قام من الأموات تأكيداً لبراءتنا وبراءة كل من يؤمن به.
فهل تشارك صديقي هذه الأخبار السارة مع أصدقائك والآخرين؟؟