في يوم عيد القيامة (الفصح)، يبتهج المسيحيون بأن يسوع المسيح قام من بين الأموات في اليوم الثالث بعد مماته. شهد قيامته العديد من تلاميذه رجالا ونساء وأقروا بها، فتغيرت حياتهم للأبد. وعندما مات السيد المسيح، شعروا
بأن آمالهم قد ماتت. ولكن عندما رأوا ربهم الحي القائم صاروا مملوئين بالبهجة والفرح. أرسلهم يسوع إلى العالم ليعلنوا لجميع الناس الأخبار السارة عن قيامته وعن غفران الخطايا من خلال موته على الصليب.
إن الرجاء عند المسيحيين في القيامة إلى الحياة الأبدية يستند على الحقيقة التاريخية لقيامة يسوع. وقبل أن يموت وعد السيد المسيح أتباعه قائلاً ” وَلأَنِّي أَنَا حَيٌّ، فَأَنْتُمْ أَيْضاً سَتَحْيَوْنَ.”. وكان هو الذي قال: ” أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي، وَإِنْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَمَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. ” وهكذا، فإن رسالة عيد الفصح تعلن عن المحبة وعن الحياة في يسوع المسيح وأن الشر والكراهية لن ينتصران في النهاية. وكما تتغنى أحد ترانيم عيد الفصح، “مات الموت، عاش الحب، فقد انتصر المسيح!”
ولكن، في بعض الأحيان قد يتساءل البعض، كيف يمكن أن يكون الله سعيداً والبشر يعانون من الألم والحسرة في هذا العالم؟ الجواب هو أن الله سبحانه يرى الشفاء والتجديد بل نهاية التاريخ كما لو كانت بالفعل قد تمت، فهو العالم بالغيوب. وفي هذه المناسبة العالمية العظيمة، دعونا نسمع الدعوة المخلصة تدعونا بأن نُقبل إلى الحق وأن النعمة تنادينا للإيمان. ومن له آذان ليسمع الدعوى ويقبلها، فقد استلم الوعد الإلهي. أسمع اليوم صيحة الانتصار، وتذكر الوعد بتجديد كل الأشياء. فقد تِمُّت الْكَلِمَةُ الَّتِي قَدْ كُتِبَتْ في الإنجيل: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ فِي النَّصْرِ!» فَأَيْنَ، يَا مَوْتُ، شَوْكَتُكَ؟ وَأَيْنَ، يَا مَوْتُ نَصْرُكَ؟” قد يصرخ العالم المرئي من حولنا “يا لها من خسارة”، لكن الانتصار النهائي لا يمكن أن يوقفه أحد. لقد انتصرت الحياة وفازت بالفعل على الموت، وذلك بسبب كل شيء فاز به يسوع بالنيابة عنا.
وبينما نحزن مع إخواننا وأخواتنا في سريلانكا ونصلي من أجلهم، يمكن للكنيسة المضطهدة في جميع أنحاء العالم وجميع الذين يعيشون في ظروف صعبة من حولنا، التمسك بالفرح. قد يكون هذا صعباً إن حاولنا بقوتنا الذاتية، ولكن ليس هذا ما يطلبه الله منا – إنه يطلب أن نثق في كل ما فعله يسوع المسيح وفاز به من أجلنا في يوم القيامة. وعلى هذا يمكن أن يكون الفرح أعمق واقع في حياتنا. ولكن كيف يمكننا أن نصبح معروفين بفرحنا الثابت في وسط عالم مؤلم؟ والإجابة هي عندما نصدق في وعد الله. فيقول السيد المسيح ” سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.”. هذا هو وعد الفرح في يوم القيامة. أنه لي ولك يا صديق فلنتمسك به فننتصر على الموت والقبر والشيطان.