altar1sماذا يقصد المسيحيون بكلمة المذبح؟

المذبح هو مكان مرتفع تقدم عليه الذبائح أو التقدمات أو البخور أثناء العبادة. وأول مذبح نقرأ عنه في الكتاب المقدس جاءت إشارته في كتاب التكوين من العهد القديم عند خروج نوح من الفلك بعد الطوفان. وكان القصد من بناء المذابح في القديم هو الاستغاثة بالآلهة وطلب مراحمها أو التكفير عن الذنوب أو تقديم الشكر لها. وكانت المذابح القديمة تسمى بأسماء ألهتها. وكان بعض الوثنيون ينحتون وجوه ألهتهم على صخور مذابحهم. وبسبب تعدد المذابح لتعدد الآلهة، يتكلم الله في العهد القديم مع شعبه عن المذبح الذي يجب على الشعب بنائه في تقديم ذبائحهم له. فيجب أن يكون من حجارة صحيحة، غير منحوتة بلا حفر أو نقش لئلا يتشابه مع المذابح الوثنية. ولم يسُمح باستخدام الحديد في بنائه وأمر أن يكون بلا سُلّم لكيلا تنكشف عورة الكاهن عليه. وكانت المذابح اليهودية نوعين: مذبح المحرقات ومذبح البخور وكانت موجودة بداخل الهيكل. أما مذبح المحرقات فكان يُبنى من خشب السنط ويُغشى بالنحاس لذلك دُعي أيضا بمذبح النحاس. وعليه كانت التقدمات والمحرقات تقدم نهاراً وليلاً للتكفير عن ذنوب الناس. فكانت ناره مشتعلة لا تنطفئ، ودخان الذبائح يتصاعد بصورة مستمرة إلى السماء. أما مذبح البخور، فكان يُصنع من خشب السنط أيضاً إلا أنه كان يُغشى من الداخل بالذهب الخالص. وكان رئيس الكهنة يُصعد عليه بخوراً وعطراً صباحاً ومساء ولم يُسمح بتقديم المحرقات والذبائح على هذا المذبح، ولا أن يلطخ بالدم إلا مرة واحدة في السنة عندمل يكفّر عنه الكاهن.
وفي الوقت الراهن، لا يقدم اليهود أي ذبائح بسبب تدمير الهيكل. أما بالنسبة للعهد الجديد، فلم يعد للمذبح أي استخدام فعلي، حيث يؤمن المسيحيون بأن المسيح كان الذبيح العظيم الذي كفّر بدمه عن الخطايا والذنوب. فتنبأ النبي يوحنا المعمدان عندما رأى السيد المسيح قادما وقال ” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم.” واستخدم كتاب العهد الجديد كلمة مذبح في معان مجازية لترمز للصلاة الشفعاية أو الدينونة.

 

 

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء