لقد بزغ فجر عام جديد. انتهت الاحتفالات والسهرات، وعادت الحياة إلى روتينها اليومي المعتاد. العمل اليومي ومشاكله، الدراسة وصعوبتها، الاقتصاد ومواجهة الغلاء – التحديات كثيرة ومتنوعة. العام الجديد هو الوقت المناسب للتطلع إلى الأمام، لكن المستقبل يبدو غير مؤكد بالمرة. الحرب في أوكرانيا مستمرة. تغير المناخ يسبب القلق للكثيرين. تؤثر الأزمة الاقتصادية بشكل خطير على حياة الناس العاديين. إن الأسس الأخلاقية التي قامت عليها مجتمعنا ذات يوم تتآكل بسبب ما يسمى بالتفكير “التقدمي”. زعماء العالم يواجهون مشاكل أكبر من قدراتهم على التعامل معها، لكنهم يترددون في الاعتراف بهذه التحديات.

كتب الرسول بولس رسالة إلى المسيحيين في روما. كان الفساد الأخلاقي، الذي سيؤدي في النهاية إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية، متفشي بالفعل وكان المسيحيون الأوائل يتعرضون للاضطهاد. سرعان ما سُجن بولس نفسه بسبب إيمانه بيسوع المسيح، وسوف يستشهد مع العديد من المسيحيين الآخرين بأمر من الإمبراطور الروماني القاسي نيرون. كان المستقبل الشخصي لبولس والمسيحيين غير مؤكد للغاية.

بالقرب من نهاية الرسالة كتب بولس ، “وَلْيَمْلأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” هذه الكلمات تخاطبنا اليوم. لا يأتي الأمل بالمستقبل من أنفسنا، أو من أولئك الذين لديهم القوة والنفوذ، ولكن من الله. هو إله الرجاء! وإذ نسلم أنفسنا ومستقبلنا إليه، فسوف يملأنا بالفرح والسلام في نهاية المطاف. ليس عالمنا أو حياتنا تحت رحمة الأشرار كما يبدو، بل في أيدي إله كريم يمنحنا رجاءً حقيقيًا.

العام الجديد هو وقت البدايات الجديدة. الكلمات الافتتاحية للكتاب المقدس هي “الله في البدء”. هذه الكلمات تذكرنا بأهمية وضع الله في المكانة الأولى في كل جزء من حياتنا. كل من يفعل ذلك يختبر فرحًا وسلامًا جديدين ويكتشف المعنى والهدف والأمل في حياته. لا معنى للحياة بدون الله. في مجتمعاتنا العربية يتزايد الإلحاد بشكل كبير هذه الأيام، ويعيش الناس كما لو لم يكن الله واقع في الحياة، نسمع الكثير من الكلمات الدينية الرنانة، ولكن بلا معنى أو حقيقة معاشه. تم استبعاد الله من الحياة كلية. ومع ذلك فهو يتحدث إلينا ببلاغة في السماوات الشاسعة والأرض الرائعة التي خلقها وكذلك ظهر لنا في صورة المسيح الذي جاء إلى هذا العالم لكي نحظى بحياة غنية ومرضية وهو لنا مثالاً نحتذي به. تعتبر السنة الجديدة وقتًا رائعًا لبدء كل يوم بالتحدث إلى الله في الصلاة وتسليم له أمور اليوم وأحداثه؛ كل صباح يمكن قراءة بضع آيات من كلمة الله في الكتاب المقدس، وعود جميلة يمكن أن نرتكز عليها، ثم قبل أن ننام، نأخذ وقتا لشكر الله على بركات اليوم. هذا سيبقي أعيننا ثابتة عليه.

للمزيد من المعلومات عن الكتاب المقدس

للحصول على نسخة الكتاب المقدس مجاناً

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء