لقد جاءوا من بلاد بعيدة، بعد أن عبروا الصحراء وارتقوا الجبال. وكان سفرهم طويلاً صعباً مليئاً بالمخاطر. وكان موكبهم مهيباً إذ حمّلوا جمالهم بأثمن الكنوز! كان لهم هدف واحد وغاية وحيدة! أرادوا أن يروا الملك المولود وأن يسجدوا له.
ولكن كيف عرفوا بميلاد هذا الملك الفريد؟

لقد كانت العلامة واضحة لهؤلاء الحكماء المجوس، فهذا النجم الجديد الذي رأوه في السماء له دلالة خاصة، وبعد البحث والتنقيب في كتب الفلك، عرفوا أن هذا النجم يشير لميلاد عجيب، لملك مهيب. فلم يتكاسلوا أو يتأخروا بل انطلقوا مسرعين لاكتشاف الحقيقة بأنفسهم. وكم فرحوا بالإرشاد الإلهي عندما وجدوا أن النجم يتقدمهم ليريهم الطريق. وهكذا صديقي، صديقتي إن الله يعلن عن الطريق ويرشد إليه. وهو يتحدث بصور كثيرة ومتنوعة تتناسب مع اختلاف الأفراد وتنوّع ثقافاتهم وخلفياتهم البيئية. فأرسل الله الملاك ليبشر العذراء مريم، وتكلم بالأحلام ليوسف خطيبها ثم بتسبيحات الملائكة للرعاة البسطاء وهاهو يتحدث بطريقة واضحة للحكماء في موضوع حكمتهم ودراستهم. إن الله يهتم بكل واحد منا ويتكلم معنا بصورة شخصية ويريدنا أن نتجاوب معه.
سافر المجوس من بلادهم البعيدة ليتعرفوا على هذا الملك العظيم وبعد أن أتوا إليه وسجدوا له، فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا تليق بمكانته وعظمته. كانت هداياهم له ذهباً ولباناً ومراً. فالذهب هدية لملك، واللبان أي البخور هدية لإله، وأما أعشاب المر فكانت رمزاً للآلام التي سيتحملها من أجل إتمام أعظم خدمة تحتاجها البشرية. ولعلك تتساءل، من هو هذا الملك المشهود له، وماذا فعل؟
إنه السيد المسيح الملك المتوّج. الذي جاء لا لفئة معينة من الناس أو ليملك على شعب خاص، بل جاء لي ولك صديقي، وقام بأعظم عمل في الوجود. فقد أتى لكي يكفّر عن خطايانا ويعطي لنا حياة أبدية مضمونة.
لقد أخطأنا جميعاً وتعدينا على وصايا الله، وعقاب التعدي والخطية هو الموت الأبدي والانفصال عن الله والكتاب المقدس يؤكد ذلك ويقول ” لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا ” (الرسالة إلى روما 6: 23). لقد دفع يسوع المسيح عقاب الخطايا التي ارتكبناها، ومات لنتصالح مع الله. وبقيامته من الموت أكد لنا قبول الله لتضحيته وفدائه. إن السيد المسيح يطلب منا أن نؤمن به، ونسلّم القلب له، ونرجع عن خطايانا فنستلم غفراناً كاملاً عن كل ما فعلنا. وهذه هي هدية الله لنا في عيد الميلاد: خلاص مجاني، وحياة أبدية أكيدة معه. فلنأتي إليه ونضع ثقتنا في خلاصه، ولنبدأ بداية جديدة لعام سعيد مع الله. وكل عام وأنتم بخير.

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».

وعندما َأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. (الإنجيل بحسب متى 2: 1-2 ،10-11.)

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء