في 18 أبريل/ نيسان من عام 1930 قررت إذاعة البي بي سي بأنه لا توجد أخبار يتم إذاعتها ذاك اليوم. وفي وقت النشرة الإخبارية المسائية، صرح المذيع: “مساء الخير على حضراتكم. اليوم هو الجمعة ولا توجد أخبار نذيعها عليكم”. فقد قرر أحد الرؤساء الكبار في هيئة الإذاعة بأنه لا توجد بيانات هامة يمكن إذاعتها على المستمعين. وقد أعقب هذا التصريح بعض المقطوعات الموسيقية.
اليوم، لا يمكن أن نتخيل أمرا مثل هذا يحدث! فصناعة الأخبار قد ازدهرت لتصل إلى عدة بلايين من الدولارات، كذلك هناك مواقع التواصل الاجتماعي المزدهرة بالأخبار من كل ركن من أركان العالم. فصار العالم مكانا مزدحماً.
والواقع انه هناك دائما أخبار. طفل يولد في بقعة ما، وشخص أخر يفعل شيئاً جيداً أو سيئا في مكانا أخر، بينما يتأهل شخص للخروج من هذا العالم. يوجد دائما أخبار يمكن الإعلان عنها في هذا العالم الذي نعيش به.
أعظم الأخبار
إن قصة يسوع المسيح تسمى بالإنجيل أي الخبر السار أو المفرح. فعندما وُلد قبل 2000 عام، تم الإعلان عن ميلاده بأنه “البشارة بفرح عظيم”. وفي كل يوم، بدون استثناء، تكون حياة يسوع، موته على الصليب، وقيامته من الموت بعد ثلاثة أيام، هي أعظم الأخبار التي سمعها عالمنا هذا.
هي أخبار سارة لأنها تخبرنا بأن الله يحبنا. قال يسوع في الإنجيل بحسب يوحنا والفصل الثالث: 16لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
الأخبار السارة ليست المحاولة في عمل الأفضل والتصليح من أنفسنا. نحن لا نقدر أن نصل لمستويات الكمال التي يطلبها الله. ولكن الأخبار السارة تقول بأنه إن آمنّا – أي وثقنا بغفران يسوع، فيمكننا أن نتواصل مع الله القدوس. الكتاب المقدس يشرح هذه الحقيقة بوضوح عندما أعلن: 8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. ثم يضيف: 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ
هذه الأخبار السارة توجهنا إلى اليوم الذي مات فيه يسوع حاملا بنفسه كل عصياننا، والأخطاء التي عملناها. الكتاب المقدس يؤكد ذلك بقوله: 8وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. الأخبار السارة تعلن أيضاً بأن العدو الأكبر للبشرية، الموت، قد هُزم من يسوع الذي مات ودفن، ولكنه قام منتصرا على الموت في اليوم الثالث. وهناك أدلة كثيرة تثبت ذلك.
ليس ذلك فقط، بل أن الأخبار السارة تقول بأن كل شخص بغض النظر عن جنسه، خلفيته، مذهبه يمكن أن يحصل على حياة جديدة ويأتي ليعرف الله القدير. فيسوع قال بأنه لم يأت ليدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة. وهو قادر أن يغيّر أي إنسان ويجعل منه شخصا جديداً، إن طلب من الرب يسوع أن يخلصه.
كما تعلن الأخبار السارة بأن السماء – جنة الله، ليست مكافئة على أعمال نفعلها، ولكنها هبة وعطية مجانية من الله. وهذه الحقيقة أكدها الإنجيل فقال: 23لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
حقيقة الأخبار هذه الأيام
ما يقلق البال عن الأخبار هذه الأيام هو ما يقوله المقربون لأجهزة الإعلام عن حقيقة وصحة الأخبار التي ينشروها. فصرّح أحد المحررين في جريدة هامة، بأن حوالي 2 بالمئة من الأخبار المنشورة صحيحة. ولكن أخبار يسوع المسيح السارة هي حقيقية 100 بالمئة. جاء الله إلى عالمنا. ووُلد في بيت لحم، وعاش في مدينة الناصرة، وذهب لأورشليم القدس ليموت حاملا عقاب ذنوبنا. ولكنه بالحقيقة قام ثانية من الموت، وان طلبته بالحق من كل قلبك، فسيغفر لك ذنبك وبروحه القدوس سيأتي ليعيش فيك ويمدك بالقوة والقدرة لتتبعه. وبالرغم من استحقاقنا للجحيم، إلا انه يعد بالنعيم، لكل من غُفرت ذنوبه بسبب ايمانه بيسوع المسيح الرب والمخلص.
فهل تقبل هذه الأخبار السارة؟
إن قبلتها بالإيمان، فسيكون هناك فرح عظيم في السماء لكل خاطئ يتوب عن حياته السابقة ويثق بيسوع. لا تؤجل!
قال يسوع: مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.