حدث عالمي لم يحدث من قبل ان تناولته الصحف العالمية والمحلية معاً. وتناقشت به وسائل الإعلام ونشرات الأخبار في كل مكان. تجد من يتباحث به كدعابة بينما يأخذه الأخرون مأخذ الجد ويحسبون له ألف حساب. إنه موضوع الفيروس الخطير “كرونا” أو كما يطلق عليه العلماء تحديدا “كوفيد 19”. هذا الفيروس الذي ظهر لأول مرة من عدة شهور في الصين، وانتشر ليشمل كل دولة على هذا الكوكب الأزرق – أرضنا. وفي نشرة توعية من هيئة الصحة العالمية، وجدت تشابه كبير بين
هذا الفيروس والخطية كما يعلنها الكتاب المقدس. تعال معي يا صديق لنتعرف على أوجه التشابه.
– أولا وبطبيعة حال الفيروس فهو غير مرئي. إن الدول والمنظمات في حرب مع عدو غير منظور. هذا الفيروس يصيب الناس في الخفاء فهو موجود في الهواء الذي نتنفسه. وهكذا الخطية التي تتسرب إلى القلب فتلوثه. هي خبيثة وغير مرئية، ولكن يقع في حبائلها الجميع. الخطية تكون في نظرة، في كلمة، في شهوة وعندما تجد التربة الخصبة في قلب الإنسان، فهي تنمو وتنتشر. اسمع ما يقوله الرسول يعقوب ” كُل وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا”.
– شديد العدوى. تكمن خطورة هذا الفيروس في أنه شديد العدوى. فما أن يصاب إنسان به ويتمكن منه، إلا ويصبح هذا الإنسان مصدر لعدوى الكثير. كم من أسر كاملة أصيبت بالفيروس بسبب عضو واحد كان حاملا للميكروب وعاد به للمنزل فأصاب كل من بالدار. هو شديد العدوى. وهكذا الخطية، فهي خاطئة جداً وتصيب الجميع. الخطية تنتشر بسرعة وسط الناس. الخطية إن لم يتم التعامل معها ووصفها باسمها الحقيقي، فإنها تنتشر وتتغلغل في المجتمع. الكذب ليس ذكاء، والزنى ليس حبا، والطمع ليس طموحا، والتدين ليس للظهور أمام الناس. كل هذه الأمراض الاجتماعية سببها خطية لم يتم التعامل معها فانتشرت وأفسدت المجتمع.
– هو فيروس عالمي. هذا الفيروس الذي بدأ في سوق صغير في مدينة غير مشهورة بالصين، تحول إلى فيروس عالمي أصاب الناس في شرق العالم وغربه، وصار وحشا عاتيا يرعي فسادا من شمال الكرة الأرضية لجنوبها. لم يفرق بين غني وفقير، ولا بين رجل أو امرأة أو طفل. هو يصيب المتعلم والجاهل. وصل لقصور الحكم وبيوت السياسيين، كما دخل أيضا لأكواخ الفقراء وغرف البسطاء. إنه خطير. هكذا الخطية، فهي تصيب الجميع ولا يوجد من هو متحصن منها. يقول الرسول بولس في رسالته لروما: ” أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ”.
– خاصية أخرى لهذا الفيروس هو انه يباعد بين الناس. التنبيه العام من وزارات الصحة، هي نصيحة التباعد الاجتماعي. هذه النصيحة منعت البشر من إبداء مشاعر الود بين الناس. لا نستطيع أن نسلّم على بعضنا باليد، وصارت الأحضان ممنوعه، وتم فرض حجر صحي بين الناس، فزادت الأمراض النفسية وخاصة بين كبار العمر. أليس هذا ما تفعله الخطية. إنها تفرض حصارا على الإنسان، فتعزله عن المجتمع وتوصمه بالعار. الخطية تتلف شخصية الإنسان وسمعته، فيصير محبوساً في داخله، منبوذا من الآخرين.
– وأخيراً هو فيروس قاتل. صار العداد يدور بسرعة في حساب عدد الذين فقدوا حياتهم بسبب هذا الفيروس. في الغرب وكذلك الشرق. صارت الجثامين تُحمل في سيارات النقل للدفن الجماعي. صورة بائسة وحزينة جداً ولكنها حقيقية. هي صورة مماثلة لصورة ضحايا الخطايا والذنوب إن نهايتهم بشعة، فيقول الملك الحكيم سليمان في وصف الخطية: ” لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ. طُرُقُ الْهَاوِيَةِ بَيْتُهَا، هَابِطَةٌ إِلَى خُدُورِ الْمَوْتِ”.
لكن بعكس هذا الفيروس الذي لم يجد له العلماء والأطباء مصل أو لقاح بعد، فإن مشكلة الخطية صار لها ترياقاً هاماً. يقول الرسول بطرس في الكتاب المقدس أن السيد المسيح أوجد الحل لمشكلة الخطية: “فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ”. إنه الوحيد الذي انتصر على الخطية والموت والشيطان. إنه هو الذي دفع عن المؤمن به، العقاب الإلهي للذنوب والخطايا. ليست هذه رخصة لعمل الذنوب ولكن هبة وضمان لحياة النصرة والصحة والبركة الروحية.
أرجو للجميع حماية من هذا الفيروس الشرس، ونوال ترياق ومصل الخلاص من الذنوب والمعاصي بالإيمان والتسليم للسيد المسيح لنحصل على بركة الحياة الأبدية في نعيم الله.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء