الشرق الأوسط يغلي. لم تغفل الصحف المحلية والأجنبية في وصف الأحداث الدامية التي صارت وتصير على مدار الساعة. كل واحد يصف المشاهد من وجه نظره وبحسب انتمائه. فطالعتنا نشرات الأخبار بصور وفيديوهات مؤلمة لمشاهد الدمار الشامل والكامل في كل من غزة وإسرائيل. شاهدنا مقابلات مع من عاشوا لحظات الرعب والهلع، أو من يطل على وجوههم الألم الكبير والحزن العميق بسبب فقدان أكثر من فرد من العائلة. قُتل الالاف من الجانبين وتشردت الأسر، وبات الجميع على الخوف ممن سيحدث في المستقبل المجهول. هذه النكبة لا تمس شعبين فقط بل تمتد لتشمل دولاً عديدة قريبة وبعيدة. نحن جميعاً نرغب في السلام ونسعى إليه، لكن المشكلة هي في ذواتنا بسبب ذنوبنا. ذنوب التكبّر والتجبّر، الانانية والتعصب،  والتمركز حول الذات. يكشف الإنجيل هذه الحقيقة بقوله: مِنْ أَيْنَ النِّزَاعُ وَالْخِصَامُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَ مِنْ لَذَّاتِكُمْ تِلْكَ الْمُتَصَارِعَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ فلنرجع للمسيح بالتوبة، فيرحمنا.

فماذا يكون رد الفعل المسيحي في هذه الظروف؟

يعلمنا الكتاب المقدس بهذه الكلمات: هل بينكم من يتألم؟ فليصل! الرب الإله الخالق العظيم يسمع صراخ المسكين فيقول النبي داود في المزامير 34: “هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ”. فلنصل إذن ونطلب الرب المخلّص، أن يتدخل ويرتب الحل والوسيلة والمنفذ عندما تفشل الحلول البشرية. فالعنف لا يحل المشاكل بل يؤججها، والثأر يغذى الكراهية ويطيل الألم والخوف، وكذلك الكبت يوّلد الانفجار. الرب العادل الذي يرى أعمال الجميع وسوف يحاسب الكل وهو يعلن لنا عن فكره فيقول النبي ميخا: “قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ”.
فتعال معي صديقي نطلب الرب الإله معاً في الصلاة:
“أيها الرب الإله يا خالق الكل، نأت إليك يا محب البشر ونطلب منك رحمة. يا رب: أولاد إبراهيم في حالة سيئة. هناك قتل ودماء، كراهية وحقد كبير ولكنك أنت الوحيد القادر على تغيير القلوب، وتعديل التصرفات. يا رب نحن نصلي من أجل أسر القتلى من على الجانبين، أنت وحدك من تقدم العزاء وتشفي القلوب. يا رب نصلي من أجل المخطوفين أن تردهم أنت يا رب وتفك أسرهم. يا رب نصلي أيضا من أجل المشردين الذين تدمرت بيوتهم، أو خرجوا منها مُكرهين ومكروبين، أن ترعاهم أنت بيدك القديرة وان تسترهم وتحميهم من كل شر وتسدد كل احتياج. يا إلهنا، يا رب الحياة احفظ حياة الناس فيسبحوك. يا رب يسوع، يا رئيس السلام نطلب أن تحل بسلامك في قلوب الذين يطلبونك بحسب وعدك: “سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ”.
فاستجب لنا يا سميع الدعاء.
أمين.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء