رجع الرجل لداره في اشتياق لعروسه ليجدها في المنزل تبكي. فسأل باهتمام: ماذا حدث؟ أجابت الزوجة بعيون دامعة بأنها جمعت الملابس المتسخة لتضعها في الغسالة الكهربائية، ولكنها لم تلاحظ أن الهاتف النقال (الجوال) كان في أحد الجيوب. فدخل الغسالة، ثم العصّارة فالمجفف. وخرج الجوال نظيفاً ولكنه لا يعمل!. سكت الزوج لحظات ثم مد ذراعيه وقال: “تعالي هنا” فلف ذراعيه حول زوجته الباكية واحتضنها بحب وقال لا تحزني! سنقوم بتصليحه.

كلمات مشابهة

قبل ألفي عام، قدم شخص فريد كلمات مشابهة ذكرها كاتب الإنجيل الأول متى في الفصل الحادي عشر. “تعالوا إليّ” عبارة قالها السيد المسيح. هي عبارة قصيرة من كلمتين، ولكنها تحوي معان كبيرة تخص الوضع الحالي الذي نعيش فيه هذه الأيام. وبالتفكير الهادئ، نجد أن عدة أسئلة تنبعث من هذه العبارة.
– من هو قائل هذه العبارة؟ الناس تتكلم كثيرا، ومن خلال الوسائط الإعلامية نسمع الكثير من الإعلانات والوعود سواء من السياسيين، أو الصحفيين أو حتى رجال العلم ومع ذلك كثيرا ما تذهب هذه الوعود هباء. فماذا نفكّر في قول المسيح وأمره هذا؟ الواقع أن السيد المسيح هو شخص فريد في ذاته، فريد في أعماله، وفريد في أقواله. كان ميلاده عجيباً تنبأ به الأنبياء قبل قرون من تحقيقه. جاءت ملائكة من السماء لتعلن هذا الميلاد الفريد وتتغنى به. فقسم التاريخ كما نعرفه ما بين قبل الميلاد وبعده. كانت أعمال المسيح مدهشة بالفعل. كان ذات مرة في قارب مع تلاميذه فهاجت الأمواج واشتدت الرياح وهبت العاصفة، وامتلأ القارب بالماء. خاف اتباع المسيح وهم المحنكين من البحارة وصرخوا طالبين معونة السيد المسيح. قام المسيح بهدوء كمعلم أمام فصل مدرسة صاخب وقال للبحر: “اهدأ وللريح اصمت!” فخضع البحر لصوته، وسكنت الأمواج لأمره. فتعجب التلاميذ قائلين: من هو هذا الذي يسيطر على الطبيعة فتطيعه؟ مرة أخرى، دخل المسيح لقرية، وأثناء دخوله شاهد جنازة حزينة لأم أرملة، مات ابنها الوحيد، وها هي تسير في موكب مؤلم لدفن الغالي الحبيب. تقدم المسيح وأوقف الجمع، وقال للمرأة المكلومة “لا تبكي” ثم لمس نعش الميت وبصوت واضح قال للشاب الميت “لك أقول قم” فجلس الشاب في كفنه وتكلّم. ماذا تعطينا هذه القصص من دلائل عن السيد المسيح؟ إنها تجيب بكل وضوح بأنه فريد عجيب، هو الله الذي ظهر في الجسد. وإن كان هو الله الكامل الذي لا يتغير، فإن كلامه أيضا لا يتغير حتى بمرور السنين لا يزال يقول “تعالوا إليّ

دعوة السيد المسيح

– ولكن لمن قال السيد المسيح هذه العبارة؟ يسجل الرسول متي، دعوة يسوع الذي يقول: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ.” إن السيد المسيح يدعو كل متعب، ومجهد بأن يأتي إليه. إنه يدعو كل محتاج، ودعوته عامة للجميع. لا فرق في الجنس، أو اللون أو الهوية. المسيح لا يهتم إن كان الشخص غني أم فقير. فقط إن شعر الشخص باحتياجه وقلقه، ومن منا غير متعب مهموم؟ منا من يعاني بسبب نقص العمل، وهناك من يشعر بعبء المسئولية الأسرية، وآخرون قلقون بسبب مرض أحد أفراد الأسرة والخوف على كبار العمر في العائلة من عدوى قاتلة. وهناك من يشعر بمرارة الذنوب وحزن الخطايا وقيود الإدمان سواء كان إدمان الجنس أو القمار أو حتى السعي وراء اللذة أينما كانت. لهؤلاء جميعاً يدعونا المسيح أن نأتي إليه، وأن نتقابل معه. وإن كان يدعونا فحتما سيقبلنا فهو الذي وعد قائلاً: “مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.”

لا تؤجل

– ولعل السؤال التالي يكون: وماذا سيفعل المسيح لي؟ أي ماذا يحصل عندما آتي للمسيح؟ والإجابة نجدها على لسان السيد المسيح الطاهر الذي يقول: ” تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وأنَا أُرِيحُكُمْ. نعم يا صديق. وعد السيد المسيح أن يقدم لك الراحة. الراحة النفسية، والعقلية. عندما تكون في مشكلة صعبة، وتجد أن النوم يهرب من عينيك والأرق يسود حياتك، ولا تعرف إلى أين تتجه؟ يقدم السيد المسيح هذا الوعد “أنا أريحك“. لقد جاء السيد المسيح ليزيل الخوف من الله الطاهر العادل والقدوس. هذا الخوف الذي سببته الخطية، وأنانية الإنسان الذي يفسد سلام الآخرين، حقد الشيطان على الإنسان بسبب محبة الله له. فيأتي ليوسوس له بالشر، ويعيّر على الذنوب والسقطات. إنه يريد أن يدمر حياة الإنسان ويحولها إلى جحيم. ولكن شكراً لمحبة المسيح الغامرة. إنها تطمئن القلب. فعندما يهمس روح الله في القلب بالسلام، يجد الإنسان الراحة والهدوء.
وأخيرا، يأتي السؤال الحاسم. كيف آتي للمسيح؟ وماذا عليّ أن افعل؟ والإجابة ببساطة هي الاعتراف للمسيح بالاحتياج له ولخلاصه. أن يعلن القلب التوبة الحقيقية وطلب مساعدة المسيح على الامتناع عنها وكراهيتها. عندها يأتي السيد المسيح عند قراءة كلامه المقدس في الإنجيل بتغير هدف الحياة وتوجيهها إلى السلام والراحة. ليس فقط في هذه الدنيا ولكن في الآخرة أيضا. فهل تأتي إليه يا صديق؟
لا تؤجل، وإن احتجت أن تعرف أكثر، فلا تتردد في الكتابة لي بأسئلتك.

استمع إلى شهادة واحد اقترب من المسيح وسلّم له الحياة. فماذا قال؟

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء