coffee shop-sفي إحدى المقاهي بوسط العاصمة جلست استمتع بفنجان الشاي الساخن وأنا في انتظار أفراد أسرتي. وهناك وسط زحمة القادم والخارج لفت انتباهي الصوت المرتفع لحوار بين صديقين على المائدة المقابلة. كان الحوار حول موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وما حدث لواحد من الرجلين في علاقته بصديق أخر على (الفيس بوك).

صداقة الفيس بوك

كان صاحبنا يشتكي من حادثة وقعت له عندما وضع بعض التعليقات الشخصية على حسابه، فأزعجت تعليقاته صديقاً أخر فأزاله من قائمة الأصدقاء على الحساب. فضحك الرجل الجالس على المائدة المجاورة وقال: “لا تهتم! في هذا الموقع ستكسب البعض وستخسر البعض أيضاً.”

سرحت في خيالي وأنا أفكر في الصداقة الحقيقية وماذا تعني!. هل هي مجرد التواصل مع الآخرين المتشابهين معنا، وهل الصداقة تنكسر بسهولة بسبب بعض التعليقات التي لا تعجبنا؟ وما هي مكونات الصداقة الحقيقية؟

صفات الصديق الوفي

في كتاب الأمثال، والفصل 17 الآية 17 تقول: “اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَد”. الصداقة الحقيقية هي التزام بالأخر والسرور بنجاحه، وقبوله كما هو. وأخذت أتساءل، هل أنا صديق جيد؟ وهل أعطي أهمية كافية للصداقة في العلاقات التي لدي مع الناس من حولي؟ اكتشفت أن الصداقة الحقيقية هي أقوى من التعاطف أو التقارب أو الانسجام! قال لي قس الكنيسة ذات مرة: “الصديق الوفي هو شخص يحبك ويعرفك جيدًا، وعلى الرغم من أخطائك، يقبلك!، وفي وقت الشدة والاحتياج تجده حاضراً معك يساندك”

أعظم صديق

اخواني، دعونا لا ننسى أن الله قد أعطانا صديقًا فريداً: يسوع المسيح، ابنه الوحيد. تبقى صداقته مخلصة أمينة، وبالرغم من الرفض والخيانة وإنكار تلاميذه له، ظل السيد المسيح وفياً لأصدقائه True Friend-sوتلاميذه. وبعد قيامته من الموت، ذهب ليتقابل معهم ويشجعهم، وكان بطرس الذي أنكر معرفته موجوداً مع الآخرين. أظهر السيد المسيح عطفاً خاصاً وقدم لبطرس غفراناً على الإساءة ورد له مكانته مع باقي الرسل. ولا يزال السيد المسيح يقدم لنا جميعاً صداقته المخلصة، وقد أثبت ولاءه ووفاءه لنا ببذل حياته في سبيل خلاصنا. لا يمكننا أن نحلم بصداقة أكثر جمالا أو وفاء من هذه الصداقة. ويشهد كاتب الترنيمة الجميلة قائلًاً “يسوع يظل أمينا، حتى ولو خنته.” دعونا نسهر ونصلي ونقاوم الخيانة في هذه الأيام الصعبة. أن ثق في ربنا ونتأمل في محبة المسيح الفائقة لنا. هو موجود معنا بروحه يشجعنا على الإيمان به ويقدم لنا الوعود الثمينة بأنه لن يتركنا ولن يهملنا، بل ويطلب منا أن نأت إليه بضعفنا وفشلنا وخوفنا، وهو قادر أن يحول الهزيمة إلى نصرة والحزن إلى فرح والخيانة إلى علاقة حميمة وفية. فهو الذي قال: ” مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.”
تعالوا نستمع إلى هذه الترنيمة الجميلة عن مثال الصداقة الحقيقية

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء