التجربة في المفهوم المسيحي تعني الإغراء بارتكاب الخطية والمعصية، وعبادة المخلوق دون الخالق. فالتجربة تضرب في صميم علاقتنا بالله. وهي الرغبات الشريرة والمنافع الوقتية للإنسان.
وناتج التجربة إذا سقط فيها الإنسان، هو الاستعباد للشر الأدبي أي الخطية والانفصال الروحي عن الله القدوس. ليس ذلك فقط – بل أيضاً استحقاق الإنسان لعقاب الله العادل بسبب الذنوب.
ومن الواضح أن المصدر الأول للتجربة هو الشيطان. فهو يحاول أن يخدعنا في كل حين. فهو الكاذب والمفتري حيث أنه يتكلم بالكذب في أذاننا عن الله. كما أنه يحاول تشويه صورة الله في حياتنا مثلما فعل مع أدم وحواء في الجنة. وهو عادة يأتي ويحاول أن يجعلنا نكسر وصايا الله وبعد أن نسقط في فخّه، يقوم بالشكاية علينا.
أما المصدر الثاني للتجارب فهو العالم الذي نعيش فيه، فيحاول أن يجعلنا نتشابه في القيم والأخلاق. وغالبا ما تتعارض هذه القيم والمبادئ مع كلمة الله في الإنجيل. فيضع العالم تسميات جديدة للقيم المرفوضة. فالكذب صار ذكاءً، والشهوة صارت حباً، والكبرياء صار كرامة. وهذا بالإضافة إلى شهوات الجسد والنفس كالكبرياء والرياء والنفاق.
ومن المهم جداً التركيز على الحقيقة الهامة وهي أن التجارب لا تأتي من عند الله. الله هو مصدر كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة. فلا يجب أن يقول الإنسان إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وفي بعض الأحيان يمتحنا الله، لا لكي يعرف ما بداخلنا فهو العليم الخبير ولكن لكي يكشف لنا عن أخطاء يجب أن نتعامل معها فنتوب عنها.
الكتاب المقدس يعلمنا كيف نتعامل مع التجارب. ففي الصلاة يدعونا أن نصلي قائلين: ” وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ.” ونحن نصلي هكذا حتى لا نواجه ظروفاً تجعلنا فريسة سهلة أمام الشيطان. كما أننا نطلب من الله أن يقوينا ويعطينا الغلبة وضبط النفس اللازم للتغلب على الطمع. ثم علينا نحن أيضاً مسئولية أخرى وهي أنت نتجنب العثرات، وأماكن الإغراءات فينصحنا الإنجيل قائلاً ” أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا”. فلنطلب من الله أن يساعدنا أن نهرب من أماكن الشر ونرفض إغراءات الشيطان وخصوصاً عندما تكون الفرص متاحة والأسباب ملحّة.