أنا خائف!” عبارة تتكرر كثيرا في رسائل الأصدقاء. الخوف من الأسرة، المجتمع، المستقبل أو الظروف. الله كلّي الحكمة والقدرة أرسل نبيه إشعياء قبل 2700 عام برسالة واضحة لشعبه. ففي نبوة إشعياء والفصل 41 والآية 10، نجد واحدة من أكثر الآيات المريحة في الكتاب المقدس، وهي تقدم الطمأنينة والسلام في أوقات الخوف وعدم اليقين. إنها وعد إلهي من الله، يؤكد لشعبه المؤمنين به– ليس فقط في الماضي، بل في الحاضر أيضاً – أنه مهما واجهوا من أزمات، فلا داعي للخوف. دعونا نتأمل في هذه الآية الجميلة، ونستكشف كيف تتعامل مع الخوف.

لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي.

1. ” لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ ” الكلمات الافتتاحية، “لا تخف”، تدعونا على الفور إلى التخلي عن الخوف. الخوف هو عاطفة قوية يمكن أن تشلنا، وتضلل حكمنا، وتجعلنا نفقد رؤية حضور الله. لكن الله لا يأمرنا فقط بعدم الخوف – بل يعطينا السبب الذي يجعلنا لا نحتاج إلى الخوف: إنه معنا. عندما نتذكر أن الله معنا، يمكننا مواجهة أي شيء. فكما قال أحد الحكماء هذه المعادلة: الإنسان + الله = الأغلبية الساحقة. فخالق الكون، الذي يحمل كل الأشياء بين يديه، ليس بعيداً أو منفصلاً عنا. إنه حاضر معنا في كل لحظة، وفي كل محنة، وفي كل موسم من الحياة. إن معرفة أن الله بجانبنا يحول الخوف إلى إيمان.

2. ” لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ ” يخبرنا الجزء التالي من الآية ألا نتحيّر، أو بعبارة أخرى، ألا نغرق أو نستسلم لليأس. من السهل أن نشعر بالانزعاج عندما لا تسير الحياة كما نتوقع – عندما نواجه صعوبات أو تحديات أو معاناة. لكن الله يعطينا سببًا آخر للبقاء أقوياء: إنه إلهنا. هذا إعلان شخصي للغاية. الله ليس مجرد قوة بعيدة وغير شخصية؛ إنه إلهنا، ملتزم بنا، ومهتم برعايتنا. ولأنه إلهنا، يمكننا أن نثق في أنه يعمل لصالحنا، حتى عندما لا نستطيع رؤية الصورة الكاملة. الله لديه القدرة على جلب السلام وسط الفوضى، وهو أمين لوعوده.

3.قَدْ أَيَّدْتُكَ ” لا يتركنا الله لمواجهة صراعاتنا بمفردنا. يعدنا الله بأن يمنحنا القوة. ففي اللحظات التي نشعر فيها بالضعف أو الإرهاق ــ سواء جسديًا أو عاطفيًا أو روحيًا ــ تكون قوة الله متاحة لنا. ولا ينبغي لنا أن نعتمد على قدراتنا المحدودة. فعندما نشعر بالإرهاق، تدعمنا قوة الله. وعندما نشعر بالاستسلام، يمكّننا على الاستمرار. وتكتمل قوته في ضعفنا كما أعلن لبولس (2 كورنثوس 12: 9)، ويذكرنا بأن الأمر لا يتعلق بمدى قوتنا، بل بمدى قوته هو.

4. ” وَأَعَنْتُكَ ” إن هذا الوعد بالمعونة مطمئن للغاية. فالله لا يقوينا فحسب؛ بل يساعدنا أيضًا بطرق عملية وملموسة. في بعض الأحيان نشعر وكأننا مضطرون إلى معرفة كل شيء بأنفسنا، لكن الله يريد منا أن نعتمد عليه للمساعدة. فهو موجود ليرشدنا ويدعمنا ويوفر لنا ما نحتاج إليه بطرق لا نستطيع حتى تخيلها في كثير من الأحيان. قد لا يبدو العون الذي يقدمه الله كما نتوقع. قد يأتي ذلك في هيئة موارد غير متوقعة، أو أشخاص يدخلون حياتنا في الوقت المناسب، أو ببساطة السلام الذي يأتي من معرفة أنه هو المسيطر. أياً كانت الطريقة، فإن معونة الله هي دائماً بالضبط ما نحتاجه.

5. ” وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي ” أخيرًا، يعد الله بتعضيدنا. إن صورة “يمين البرّ” لله هي رمز قوي لسلطانه وقوته وعدله. عندما يقول إنه سيدعمنا، فهذا يعني أنه سيثبتنا ويقوينا، ويمنعنا من السقوط. تضمن يمينه البارة أننا لن نتزعزع، حتى في وسط ظروفنا الصعبة. نحن محميون بأمان بين يدي الله، ولا يوجد مكان أكثر أمانًا من يديّ الله الواعد. يضمن بره ايضاً أن خططه لنا جيدة، وتشمل قوته الخالقة أنه لا يمكن لأي شيء أن يخطفنا بعيدًا عن رعايته.
إن هذا الوعد مخصص لكل من آمن بالرب يسوع المسيح مخلصاً ورباً على حياته، أي وثق فيه وطلب قيادته وإرشاده. ونتيجة لهذا الإيمان وهذه الثقة، ندرك بأن الله معنا. لسنا نصارع وحدنا، بل مع الله نستمد الراحة ونجد السلام في حضوره معنا.
يا صديقي المؤمن، في وقت الخوف ذكّر نفسك أن الله هو إلهك. وهو يحبك شخصياً. دع هذه الحقيقة تشجعك وتمنحك الأمل. وعندما تشعر بالضعف، لا تحاول أن تتغلب على الصعوبات بمفردك. اطلب من الله قوته. ثق أنه سيمنحك ما تحتاجه لمواجهة كل تحد، فيمكنك السير بثقة بالإيمان، مدركًا أنك آمن في محبته وقوته

صلاة:
أشكرك يا ربيّ الكريم، لأنني أستطيع أن ألجأ إليك في أي وقت، وأن أسلّم لك مخاوفي، وحيرتي، وضعفي، واحتياجاتي. أنا أشكرك لأنك وعدت بأن تقدم الحب والعون والسلام، وأنك تمنحهم لي بغنى مجاناً.
في اسم الفادي العظيم يسوع. فذكّرني بوعودك في وقت المحن. أمين

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء