بينما نواجه عاما جديدا آخر، سواء كنا متعبين وخائبين الأمل، مليئين بالإثارة والترقب، أو مجرد شاكرين لأن عام 2020 قد مر وانتهى، أود أن أشارككم بعض الأفكار العملية في الحياة المسيحية – كلمات الحكمة التي ساعدتني على الجري في سباق الإيمان، وأرجو أن تساعدك أيضًا وأنت تقلب الصفحة إلى عام 2021.
كانت هذه هي مقدمة المقال الذي كتبه الواعظ المسيحي ألستر بيج من اسكتلندا، وأنقله لكم أصدقائي لما فيه من حكمة وبيّنة. يشارك ألستر:
التواضع وعدم الكبرياء
” يَقُولُ الرَّبُّ. وَإِلَى هذَا أَنْظُرُ: إِلَى الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي. ” – إشعياء 66: 2 كيف نفكر؟ وعلى وجه التحديد كيف نفكر في أنفسنا، لهو أمر هام. البعض منا لديه شعور بصغر النفس ويحتاج إلى التذكير بأن محبة الله لنا رائعة ودائمة ترفعنا، وأن لديه خططًا وأهدافًا لنا جميعًا. لكن بالنسبة لمعظمنا، لا تكمن المشكلة في “صغر النفس” بل في “ضخامة التعالي والكبرياء”. بصراحة، معظمنا يفكر بعظمة في أنفسنا. هل تحب أن أخبرك كيف لا تحقق أي شيء تقريبًا بالنسبة لله؟ فكر في نفسك أكثر مما ينبغي!. واحد من أعظم الأضرار التي تطفئ فاعليتك في ملكوت الله هو القلب الفخور. دعني أقدم لك مثالاً. استخدم الله الملك عُزيا بشكل كبير (يمكنك أن تقرأ عنه في كتاب أخبار الأيام الثاني 26). لقد كان عزيا قائدا عظيما، وقام بأمور رائعة، وبنى مملكة يهوذا. لكن سجل الكتاب المقدس عنه هو في نهاية المطاف: “انه عندما صار قوياً، أصبح متكبراً، فأدى ذلك لهلاكه.” تواضع النفس هو التربة التي تنمو فيها كل نِعم الله وعطاياه حتى النضوج. لهذا يكتب بطرس للمسيحيين المشتتين في أيامه، “تواضعوا، تحت يد الله القوية، فيرفعكم في الوقت المناسب.” لذلك دعونا نقاوم إغراء الكبرياء ودفع أنفسنا إلى مقدمة الصف، والاندفاع إلى حب الظهور لنأخذ المقعد الرئيسي لأنفسنا – لأن مثل هذا الرجل أو المرأة، كما يخبرنا الرب، انه لا ينظر إليه.
الصلاة وطلب الرب
إذا كانت صلاتنا هزيلة وضعيفة، فذلك لأننا نعتقد أنها اضافة وليست أساسية. إذا كنت مثلي، فهناك القليل من التصرفات الروحية الذي تفضل إخفائها أكثر من قلة الصلاة. قد نحرص على الصلاة في ساعات متأخرة من المساء، أو عندما نقرر أننا سنقوم قبل الفجر لنجاهد وننتصر في الصلاة. لكن رغباتنا وتصميمنا للأسف لا تستمر كثيراً في الحياة. أعترف أن الصلاة هي من أصعب العادات بالنسبة لي، سواء في الحياة أو في الخدمة. ومع ذلك، فإن الصلاة هي واحدة من الأساسيات لعلاقتنا مع أبينا السماوي – والشيطان يعرف ذلك. إنه يعلم أن السلاح الذي أعطانا إياه قائدنا الأعلى، يسوع، هو الصلاة وخدمة كلمة الله. لذلك، فهو يهدف إلى التشكيك في صحة وكفاية كلمة الله. إنه يسعى لهدم قناعتنا وثقتنا بأننا يجب أن نأتي أمام الله ونصرخ، “يا أبانا!” أن نطلب مساعدته في كل جزء من رحلة الحياة. إن صلينا فقط عندما نشعر بذلك، فلن نصلي على الإطلاق. يجب أن نقاوم هذا الإغراء. عندما أتحدث أكثر مما أصلي، عندما أدرس أكثر مما أطلب مساعدة الله، عندما أفكر أنه عندما أكون على قدمي، فأنا أكثر فائدة مما لو كنت على ركبتي راكعا أصلي، فقد صرت على الجانب الخطأ من هذه المعادلة.
النجاح والفشل من ضمن خطة الله
هل تعلم انه يتم إحراز التقدم والنمو الروحي من خلال الفشل والدموع أكثر من النجاح والضحك. ففي كتاب العبرانيين 12، عندما يدعونا الكاتب للتأمل في حياة أبطال الإيمان، يصفهم بعبارات غريبة السمع للآذان الحديثة: مثل الذين هم مجهولي الاسم، مثل الذين استشهدوا بنشرهم إلى نصفين، أو الذين دفنوا أحياء، والذين عانوا من مأسي كبيرة، ومع ذلك فإن شهاداتهم تشجعنا أن ننظر إلى يسوع لكي ننهي سباق الحياة بنجاح. لا يعني ذلك، أننا يجب أن نتمنى الألم والمعاناة لأي شخص. لكن الإغراء الطبيعي دائمًا هو الهروب من الأشياء التي تشكّلنا لأنها مؤلمة. كما قال كاتب مصلح ذات مرة، “في تجنب التجارب نفقد البركات”. يكتب الرسول يعقوب بالمثل قائلاً: “احسبوه كل فرح، عندما تقع في تجارب متنوعة، لأنك تعلم أن اختبار إيمانك ينتج ثباتًا. وهذا الثبات له تأثير كامل، فتصير وكاملاً لا ينقصك شيء. فمثلاً، عندما تشتد الشمس طوال الوقت، ينتهي بك الأمر بصحراء جرداء. لا يمكنك الحصول على نباتات جميلة بدون المطر. لقد أتى العام الماضي لكل واحد منا بتجارب وضيقات وصعوبات، أحبطت من عزيمتنا. يجب أن نتوقع أن نواجه المزيد، لأن هذه سنّة الحياة. ولكن عندما تأتي المشاكل، سيكون لدينا الفرصة للتعلم والتقدم ليس كأزمات من الشيطان لتدميرنا ولكن كوسيلة من أبينا السماوي لتقويتنا. في الأشواك كما في الورود، يكشف الله عن عظمة خطته وهدفه من حياتنا، هذا العام كما في العام الماضي، حتى نصبح كل ما يريده منا ان نكون.