كانت ذكريات طفولتي ملفوفة بأحداث الهولوكوست. الرعب الذي ارتبط بقتل ستة ملايين يهودي من بني جنسي. وعلى الأخص موت جيل كامل من عائلتي. فقد قتلت قوات النازي أجدادي بعد أن سجنوهم، وذلك بسبب كونهم يهوداً. وكان….
الحزن يسود منزلنا حتى أن أبي كان يرفض أن نشاهد التلفاز عند عرض أحد أفلام الحرب العالمية الثانية. وبسبب هذه المأساة، لم يكن لله أو الدين أي مكانٍ في حياتنا.
نشأت وعندي إحساس قوي بالصواب والخطأ، احترام الأهل والأكبر سناً فحصلت على احترام أسرتي وأصدقائي. ثم فوجئت مرة وأنا في الجامعة بأحد أصدقائي يخبرني بأن له علاقة شخصية بالله. فدهشت لذلك فمن الممكن أن أتصور أن يؤمن الإنسان بوجود
الله، ولكن أن تكون له معه علاقة شخصية! كان هذا غريباً بالنسبة لي. وضّح لي صديقي بأن الله أرسل السيد المسيح إلى العالم ليكون ذبيحة كفارية. فجاء المسيح لكي يدفع عقاب الخطايا التي ارتكبناها ومات متطوعاً عنا على الصليب. وشرح لي صديقي بأن موت المسيح أنقذنا من عقاب الله العادل لنا. وأن الإنسان لا يمكن أن يكون مسيحياً بسبب ولادته في بيت مسيحي، لأن المسيحي الحقيقي هو الشخص الذي طلب غفران المسيح وتاب عن خطاياه، أي وُلِد من جديد. بالضبط كما أخبر المسيح المعلم اليهودي الذي جاء إليه ليسأله. عندها شعرت باحتياجي للتوبة والعودة لله فصليت وطلبت الله وقلت له ” يا رب اكشف لي إن كان يسوع هو المسيح المسيا الموعود به، وأنه مات ليطهرني من ذنوبي، وأنه قام من الموت، فيا الله أكد لي وأنر لي الطريق الصحيح”. وذات يوم شعرت بحضورٍ إلهي في غرفتي، كان هناك شعور رائع بالفرح والسكينة، القدرة على الشكر والتسبيح لله، سلام عميق ومحبة جديدة لله والآخرين. كان عمري وقتها واحداً وعشرين عاماً، وكنت في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية للمحاسبة والاقتصاد. وبسبب فرحي الشديد بإلهي، أخبرت كل من حولي بإيماني الجديد. لم تهتم أسرتي بهذا الأمر في البداية، ولكن بدأت مخاوفهم تشتد عندما قررت أن أترك الوظيفة المحاسبية ذات الراتب العالي وأذهب لأعمل متطوعاً في بيت للأطفال المعاقين في ألمانيا. كنت أشعر بسلام وتشجيع الله لي للذهاب هناك لأبرهن على غفران الله لي وإظهار المحبة لهؤلاء الذين قتلوا أجدادي. أمضيت تسعة أشهر في تعلم الألمانية واستمتعت جداً بخدمة الأطفال هناك. أحببت جداً أن أوضح لكل من تقابل معي من الألمان أن المسيح هو الشخص الوحيد القادر أن يوحّد الشعوب المتخاصمة وأن يحل بسلامه في القلوب. وفي نهاية الفترة رجعت لأهلي، ولعرض مغر لوظيفةٍ ذات عائد عال في أحد البنوك، ولكن في داخلي كنت أشعر بأن الله يدعوني لأبشر بني جنسي من اليهود بخلاص ومحبة المسيح فتركت العمل المحاسبي. خدمت في فرنسا لمدة أربعة عشر عاماً، كان عملي هو التبشير بين اليهود، والمسلمين، والفرنسيين بأن يسوع المسيح هو المشهود له بالأنبياء أن يكون مجداً لليهود ونوراً لكل الشعوب. ولعل واحدة من أهم الذكريات التي لن تفارق ذهني في هذه الفترة، كانت عندما اشتركت مع مجموعة من اليهود والعرب في حملة تبشيرية هدفها إعلان أن يسوع المسيح هو مخلص العالم.
والآن، أنا أسكن بلندن وأحاول دائما أن أخبر من أتقابل معهم بأنه من خلال المسيح فقط يمكن للإنسان أن يحصل على السلام مع الله ومع الآخرين، سواء في الشرق الأوسط أو في أي منطقة في العالم.
شاهد هذا البرنامج عن اسم الله “السلام”.