
التوقع بفحوى الرسائل بسبب الوقت من العام بأنها رسائل تهنئة بالعام الجديد والتمنيات بعام مليء بالفرح والسعادة. والواقع أن هذه التمنيات بالرغم من عددها الكبير، إلا أنها قد تتحقق أو تتلاشى وتذوب في مواجهة الأحداث البشعة التي تدور حولنا: مشاكل اقتصادية، كوارث طبيعية، حروب ومواجهات حامية بين الدول بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي تخص كل واحد منا من مشاكل المرض، ونقص المال والعلاقات الصعبة. السؤال المهم: هل يمكن أن نجد فرحا حقيقياً في هذا العالم البائس؟ وأين وكيف يمكن أن نتحصل عليه؟؟
اسمح لي قارئي العزيز أن ألفت نظرك إلى حقيقة جميلة أعلنها لنا الكتاب المقدس بخصوص الفرح الحقيقي والدائم الذي نتطلع إليه جميعنا.
ولعل السؤال التالي هو كيف نختبر هذا الفرح الحقيقي؟
اسمح لي صديقي الكريم بتقديم بعض الأفكار التي تساعد في استلام فرح الله. ولتسهيل الأفكار، سأختصرها إلى 3 عناصر مهمة من حروف كلمة “فرح”. فحرف الفاء هو لكلمة فداء، وحرف الراء وهو لكلمة رجاء وحرف الحاء هو لكلمة حمد وتسبيح. أسمح لي بأن أشرح أكثر:
-ف: فداء. عندما ظهر الملاك للرعاة، خافوا خوفاً عظيماً. إن مشكلة الخوف هي مشكلة عالمية تشمل جميعنا. نحن جميعا نشعر بالخوف من شيء ما. وقد أظهر الباحثون أن هناك أكثر من 700 نوع من 
ر- رجاء. يستخدم الكتاب المقدس كلمة الرجاء وليس كلمة الأمل. فالرجاء المسيحي هو التوقع الأكيد وليس مجرد التمني بالأمل. الأمل في الحصول على وظيفة جيدة، أو النجاح في الامتحان أو حتى الصحة الجيدة، هذه كلها تمنيات قد تتحقق أو لا. لكت الرجاء المسيحي يختلف لأنه مبني على وعود الله الصادقة والأمينة. الله لا 
ح- حمد وتسبيح. ترى ماذا يكون رد فعلك يا صديق عندما تعرف بأن ذنوبك قد تم مسحها وخطاياك قد غُفرت، وأن لك وعداً أكيداً بحياة الخُلد في نعيم الله وجنته. ألا تفرح وتتهلل؟ نعم وبكل تأكيد وهذه الأخبار السارة والعظيمة لابد وأن تنتج فينا الحمد والشكر والعرفان لهذا الإله الكريم الذي رتب كل شيء من أجلنا. الحمد المسيحي هو التركيز على شخص الله – جماله وكماله، إعطاء الله مكانته العليا والأولوية في الحياة. يعني تقديم الشكر والعرفان والمديح للإله المحب الذي بذل وغفر وعتق وأعطى بسخاء. إن الحمد والتسبيح هو المدخل والباب لمحضر وعرش الله المقدس. فيقول داود النبي في المزمور: “ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِالتَّسْبِيحِ. احْمَدُوهُ، بَارِكُوا اسْمَهُ. لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ”. حمد الله وشكره على شخصه وأعماله المجيدة في الحياة يؤدي إلى تدخل الله المباشر في انقاذ المؤمنين 
هل تريد أن تتمتع بفرح حقيقي صديقي؟ لقد قدمت لك عناصر هذا الفرح. وإن طلبت من المسيح أن يأتي لحياتك ويغنيها، فحتما سيأتي ويجدد حياتك ويضمن لك فرحاً عظيماً. وكل عام وأنت بخير وسلام. وإن كانت لديك أي أسئلة عن الإيمان المسيحي فلا تتردد في الكتابة لي بها.
