تابعت عيون الملايين الأحداث المتلاحقة والتي أدت إلى إعلان وفاة ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ستة وتسعون عاماً. وكانت الملكة قد احتفلت بمرور سبعين عاماً منذ أن توِّجت ملكة بريطانيا العظمى عام 1952. ولم تتقاعد الملكة بالرغم من عمرها بل كانت لا تزال تفي بمسؤولياتها الرسمية قبل 48 ساعة فقط من وفاتها. ففي سن الحادية والعشرين، ألقت كلمة فيها تتعهد بالالتزام بخدمة شعب بريطانيا والكومنولث طوال حياتها، وقد وفّت بهذا الوعد إلى النهاية.  قامت هيئة الإذاعة البريطانية ببث برامج عديدة عن حياة الملكة الراحلة وعن أعمالها، بساطتها واهتمامها بكل من تقابلت معهم.

القيادة المتواضعة

لفت نظري مقابلة أجرتها المذيعة مع أحد أصحاب المتاجر في مدينة وندسور حيث كانت تسكن الملكة في أحد القصور هناك. قال صاحب المتجر أنه في يوم مطير دخلت سيدة متقدمة في العمر إلى متجره، وكانت ترتدي معطف المطر ووشاح على رأسها ليحميها من المطر، فلاحظها واحد من زبائن المتجر وقال لها: سيدتي، أنت تشبهين كثيراً ملكة بريطانيا! فردت السيدة بابتسامة هادئة قائلة: هذا أمر مطمئن جداً ثم خرجت. لم يتوقع الزبون أن يرى الملكة العظيمة أمامه، ولم يتعرف صاحب المتجر على ملكة البلاد لكونها ترتدي ملابس عادية، ولكن بعد أن خرجت الملكة من المتجر، لاحظ الجميع السيارة التي كانت تنتظرها واللوحات الملكية التي تحملها. فتعجبوا، وتأنبوا في داخلهم لأنهم لم يتعرفوا على ملِكتهم وهي في وسطهم بسبب تواضعها. وبالرغم من بساطة القصة، إلا أني توقفت كثيرا أمامها. فقد تذكرت ما كتبه الرسول يوحنا في الإنجيل عن يسوع المسيح عندما قال: “كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ”. لقد أتى السيد المسيح الذي هو كلمة الله الأزلي إلى عالمنا، وأخذ جسدا مشابها لنا وعاش متواضعاً بين الناس. ولكن البشرية فشلت في أن تتعرف على خالقها بل رفضته، ويا له من رفض! أن يرفض الناس رئيس الحياة وعاطيها، فأي أمل لهم في الحياة؟

القيادة الخادمة

عملت الملكة إليزابيث بأمانة وحماس طوال عمرها، فكانت تقدم القيادة الرشيدة لمواطنيها بالمثال الذي عاشته في خدمة الشعب. وفي أكثر من خطاب وجهته لشعب بريطانيا ودول الكومنولث كانت تتحدث عن أمير السلام، الرب يسوع المسيح، الذي أمنت به فوجدت الراحة في وعوده وفي نموذج حياته. فصار لها المسيح الحصن المنيع في مواجهة تحديات العصر وأساس سلامها ومصدر ابتسامتها. كان السيد المسيح، السيد والمعلم الذي جاء ليخدم البشرية. فكان النموذج الذي احتذت به الملكة. قرأت وتأثرت ما علّمه لتلاميذه ” مَنْ هُوَ أَكْبَرُ: أَلَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ الَّذِي يَخْدُمُ؟ أَلَيْسَ الَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلكِنِّي أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُمُ.”

القيادة المضحّية

رحلت الملكة المحبوبة من شعبها، ولكن إلى أين ذهبت؟ نحن نعلم بمكانها الآن. ذهبت لتقضي الأبدية السعيدة في محضر الله. لقد وثقت في وعد السيد المسيح الذي قال: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا.” إذن فهي حية خالدة الآن ولكن ليس بسبب كفاحها وتضحيتها من أجل شعبها، أو شخصيتها، أو مكانتها كملكة. لقد ذهبت لجنة الله وسماه بسبب ثقتها بمخلصها يسوع المسيح والفداء الذي عمله من أجلها، ومن أجل كل من آمن به وبما عمله على الصليب. لقد مات المسيح مضحيا بنفسه ودافعاً لعقاب الذنوب والمعاصي التي عملناها نحن البشر ونستحق عنها عقاب الله العادل. ولكنه قام منتصرا في اليوم الثالث قاهرا الموت والقبر، ومحرزاً الانتصار الأبدي، وهو جالس الآن في الأعالي في مكان العظمة في السماء يشفع في المؤمنين. نعم هذا ما يؤكده السيد المسيح في اعترافه عندما قال: أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.” نعم رحلت الملكة ولكن عاش الملك يسوع المسيح للأبد.
يا ترى يا صديق هل ترغب في أن تخلص من ذنوبك وتحصل على نعمة الحياة الأبدية، إن كانت هذه رغبتك فاضغط هنا لتعرف طريق الخلاص.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء