خلفية القصة:

كانت يوَنّا زوجة خوزي، الذي كان عضوا مؤثرا في طاقم حاشية هيرودس أنتيباس.  وهيرودس هذا كان حاكم الجليل الذي عينه المحتلون الرومان على منطقة الجليل، وهو ابن المستبد الشرير هيرودس الكبير. وقد دعا حاكم اليهودية، بيلاطس البنطي، هيرودس أنتيباس لإصدار رأي على يسوع أثناء محاكمته. هذا وقد أدى تواطؤ هيرودس مع بيلاطس في إساءة معاملة يسوع إلى خلق رابطة صداقة بين العدوين السابقين بيلاطس وأنتيباس. ومن أعمال أنتيباس الشريرة انه كان مسؤولاً عن قطع رأس يوحنا المعمدان، سلف يسوع، وذلك عندما أشار يوحنا إلى ذنب هيرودس في زواجه الثاني من هيروديا، زوجة أخيه غير الشقيق. لاحقاً، كان له اهتماماً معادياً ليسوع. في هذه الأجواء غير المشجعة للأروقة المتآمرة على السلطة في الجليل في القرن الأول، تتألق شهادة يوَنّا مثل الذهب الخالص الخالي من الشوائب الخارج من نيران الفرن.

يوَنّا تحكي قصتها – بطلنا الفاتح

كان وميض الفجر اللطيف يزحف على ظلال هيئة الجبال المحيطة بالقدس، عندما اقتربنا من وجهتنا الكئيبة. احتراما لربنا، كنا نسير في طريقنا إلى قبره حاملين بهارات معدة بعناية، حتى نتمكن من تكفين جسده المكسور. كنساء خدمن معًا، كان لدينا هدف مشترك في أذهاننا؛ أردنا قبل كل شيء أن نبقى أمناء لربنا يسوع المسيح حتى النهاية. فمن فترة، كانت مجموعة منا تسافر في جميع أنحاء منطقة الجليل معه، كنا نشهد تعاليمه الرائعة والمعجزات المذهلة التي قام بها، كما كنا ندعم خدمته بطرق عملية بقدر استطاعتنا. كانت لدي بعض الموارد، بسبب منصب زوجي كوكيل في منزل حاكمنا، هيرودس أنتيباس. شعرت بالامتياز لمساعدة وإعالة ربنا وأتباعه. لقد اختبرت شخصيًا لمسته العلاجية وقوته الجبارة في حياتي وأدركت أنه لا يمكن لأي إنسان عادي أن يغيرني بطريقة جذرية ودائمه مثله.

إن تصميمنا على مواجهة الحرس الروماني المتمركز أمام القبر وأداء واجبنا لم يهيئنا للمشهد الذي كان على وشك أن ينكشف أمام أعيننا. الأحداث التي لا تطاق لمحاكمة المسيح وصلبه – من عذابٍ يفوق الخيال في قسوة لا مبرر لها – خدرت أذهاننا وتسببت في نسيان أهمية ومغزى كلام ربنا حينما كان يعيش ويعمل بيننا. بالطبع، لقد حذرنا بوضوح من أنه سيصلب على أيدي الخطاة، وبعد ذلك …

جاءت الصدمة العظيمة الأولى، مثل رنين الجرس، عندما اكتشفنا أن الحجر الضخم الذي يسد مدخل قبر يسوع قد دحرج بعيدًا. كنا قد تساءلنا كيف يمكننا تحريك صخرة ضخمة مدعومة بهذا التصميم الثابت. فبكل تأكيد، هذه الصخرة ثقيلة جداً على مجموعة مثلنا من النساء أن تحركها. ثم جاء الموقف الدرامي الثاني الذي هزنا حتى النخاع. لقد اختفى الجسد! كيف يمكن لذلك ان يحدث؟ كان حارس روماني صارم معروف وبتكليف القادة الدينيين اليهود قد قام بوضع ختم على القبر وحماية جسد المسيح. عندما أصبحنا في حيرة متزايدة، قدم حدث ثالث الدليل المقنع النهائي على حدوث ما لا يمكن تصوره. شخصيتان وقفتا أمامنا بملابس بيضاء مبهرة، وخاطبتنا مباشرة؛ “لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟” بدت هذه الكلمات في هواء الصباح المنعش مثل دوي البوق. كنا خائفين جدًا من النظر إلى هذا المنظر المهيب، وأحنينا وجوهنا إلى الأرض. كنا نشعر بأن هؤلاء الرسل الملائكية قد أرسلوا من عالم آخر. وإلا فكيف كان بإمكاننا جميعاً رؤية نفس الرؤية وإعطاء نفس الرواية للحقائق؟ عندما ذكّرنا الرجال ذوو الملابس البيضاء بكل ما تنبأ به يسوع بشأن موته وقيامته في اليوم الثالث، أصبح خوفنا مشوبًا بفرح غامر. عندها بدأ حجم اكتشافات اليوم يشرق رويداً على أذهاننا؛ لقد انتصر يسوع على الموت والقبر. لقد قام من الموت بالمعنى الحرفي والجسدي!

كان رد فعلنا الطبيعي هو العودة ومشاركة هذه الأخبار المثيرة مع بقية أصدقائنا، وخاصة الرجال الذين كانوا من أتباع السيد المقربين. ومع ذلك، عندما أخبرناهم بالأحداث المذهلة في ذلك الصباح، لم يتمكنوا من استيعابها. لم يتمكنوا حتى من فهم ما نقول. فقط، عندما ركض بطرس إلى القبر ورأى بنفسه الأكفان الكتانية ملقاة في مكان وضع الجسد، أدرك الحقيقة المذهلة أن الرب يسوع قد عاد إلى الحياة. يا له من يوم رائع ومثير!. لقد تغيرنا جميعا من جراء هذه الحادثة. نعم يسوع حي؛ وقد انتصر على القبر. هللويا – الحمد لله! المسيح قام؛ حقا قام!

دعوة للتفكير

صلى الرب يسوع المسيح من أجل تلاميذه، بأنه على الرغم من أنهم سيبقون في العالم، إلا أنهم لن يتشبعوا بقيم العالم في خدمة الذات. كانت أولوية يوَنّا هي خدمة ربها في حياته، وعند وفاته. ما هي الطرق التي تعبرين بها عن التزامك بالأولويات الروحية في حياتك اليومية؟ هل يدعوك الرب لتكريس المزيد من مواردك لخدمته؟ قد يكون هذا من وقتك أو طاقتك أو عطاياك وكذلك الأصول المادية التي يمكنك تكريسها له. نحن دوما من الرابحين عندما نعطي بسخاء لله. يتحدث نبي العهد القديم ملاخي عن استحالة التفوق على الله في العطاء.
“هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.”
. ملاخي 3:10

بالإضافة إلى كونها امرأة ذات موارد، كانت خلفية يوَنّا مؤثرة في المجتمع. لدينا جميعًا مجال للتأثير على الآخرين، سواء كان ذلك في المنزل أو في مكان العمل أو في مكان دراستنا. مثلما جلبت النساء التوابل ذات الرائحة الطيبة إلى القبر، يمكننا أن نجلب رائحة المسيح الجميلة إلى عالم فاسد
“لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ.”
رسالة كورنثوس الثانية 2: 15

هل هناك شيء يمكنك القيام به عمليًا لإشعاع نور المسيح على شخص آخر في ظروف مظلمة؟ كيف يمكنك أن تكوني مؤثرة بالخير في المكان الذي وضعك فيه الله؟

الحقائق الهائلة الموضحة في الروايات الكتابية عن قيامة المسيح هي دليل مقنع على أن يسوع ما زال حياً. ما هو موقفك من هذه الحقائق؟ هل توكلت على الرب القائم من بين الأموات؟ إذا كان لا يزال لديك أسئلة، فهل هناك شخص يمكنك الاتصال به وطلب المساعدة؟ يتأسس الإيمان المسيحي على أرض صلبة أساسها قيامة المسيح الجسدية من بين الأموات. مستقبلنا الأبدي يعتمد عليه!
“أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ.”
كتاب الرؤيا 1: 18.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء