ماذا تفعل عندما تكتشف أمراً هاما له تأثير على وجهة الحياة وطريقتها؟ هل تحتفظ بهذا الأمر لنفسك أم تشاركه مع الأخرين من أفراد الأسرة والأصدقاء لينتفعوا هم أيضا بهذا الكشف العظيم؟
في هذه الحادثة كما يذكرها الإنجيل بحسب يوحنا والفصل الأول، رأي أندراوس معلمه يوحنا المعمدان وهو يشير إلى يسوع المسيح ويقول بأنه “حمل الله” الذي يرفع ذنوب العالم. كان هذا الإعلان مهما جداً لكل شخص يطلب خلاص ورضا الله. فماذا فعل أندراوس بعد أن سمع هذا الإعلان؟
ذهب وتحقق بنفسه
كان أندراوس يهتم بأمور إيمانه، وكان رضا الله عنه يعتبر من أعلى الأولويات في حياته. لم يكتف بأنه كان تابعاً لرسول عظيم ونبي قدير مثل يوحنا المعمدان. بل لما سمع عن مصدر البركات، أراد أن يحصل عليها. فلماذا يكتفي بكوب ماء إن كان في استطاعته أن يحصل على صنبور الماء الحي بالكامل! ذهب أندراوس وراء المسيح ليكتشف بنفسه حقيقة وهوية هذا المعلم الفريد. ولما رأى يسوع أن أندراوس يتبعه، سأله عما يريد! أجاب أندراوس بأنه يريد أن يعرف أكثر عنه – أي المسيح. لم يرد السيد المسيح هذا السائل خائباً بل دعاه أن يقضي اليوم معه، يستمع لكلامه ويتحقق بنفسه من هويته اوإعلاناته. – ياتُرى يا صديق، هل تذهب لتتحقق بنفسك عن الأخبار السارة عن خلاص المسيح من الذنوب، وهل لديك الإخلاص لتتحقق من صدق إعلاناته وما يقدم من بشرى سارة؟ ذهب أندراوس وراء المسيح فصار واحداً من تلاميذه.
بحث عن شقيقه ليخبره
بعد أن تحقق أندراوس من هوية السيد المسيح والبشائر التي يقدمها، وبعد أن ألتزم بأن يتبع المسيح ويصير واحدا من تلاميذه، لم يكتف بهذه الاكتشافات. فبمجرد أن يتعرف الشخص بالفادي المسيح، حتى يبدأ في العثور على آخرين ليخبرهم بما وجد. مثلما يفعل الإنسان عندما يتذوق حلاوة العسل، فإنه حتما سيخبر الجميع ليختبروا ما اختبر هو نفسه. وهذا ما فعله أندراوس، بحث عن أخيه بطرس ليخبره بأنه وجد المسيح الموعود به في الكتب. هذه الشخصية المختارة التي قيلت فيها النبوات: بأن شخصاً سيأتي ليحرر من الذنوب وقيود الإدمان، شخصاً سيرفع عبء الألم الناتج عن عبودية الشيطان. شخص إلهي سيأتي ليملك على الشعب ويعطي سلاماً في القلب وضماناً لحياة البركة والانتصار. نعم آمن أندراوس بأن المسيح هو مخلص العالمين والطريق الوحيد إلى السماء وجنة العلي، ولكنه لم يحتفظ بهذا الإيمان في قلبه فقط. فهذا الاكتشاف هو أكبر وأعظم من الانتفاع الفردي. ذهب أندراوس ليدعو أخاه بطرس ليستفيد هو أيضاً بهذا الكشف وهذا الإيمان. لم يخش أندراوس من أن يسخر أخوه منه، لم يخف من توبيخ أو تجريح، بل بكل إخلاص دعا أخاه إلى أن يأتي ويكتشف بنفسه هو أيضاً. وأنت يا صديق يا من أمنت بأن المسيح هو الرب المتواضع الذي جاء من السماء لخلاصك ودعاك للحرية والعيش في نوره المبارك، هل تسكت عن إيمانك؟ أم أنت تبحث عن المقربين لك لتشارك معهم هذه الأخبار لينتفعوا بها أيضاً ويحصلوا على السلام والغفران ونوال بركات الأبدية؟ وإن كان اقتناعك بأن المسيح هو الرب والإله الذي يحفظ حياتك كما هو يحفظ الكون بحكمة، هل تخشى وتخاف من الناس والسيد المسيح ربك هو الذي بيده مفاتيح الحياة والموت؟
قارئي العزيز، هل اكتشفت هذا الفادي العظيم الذي يحرر من الذنوب ويساعد على التوبة؟ يسعدني أن أقدم لك الفادي يسوع المسيح – اضغط هنا لتعرف أكثر.
وإن كنت تشعر بالخوف من أن يعرف أحد إيمانك فأرجو أن تجد في هذا الوعد الأمين من الله نفسه عونا لك