كنت مساعد استشاري خاص للرئيس ريتشارد نيكسون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. واعتبرت منافسيه السياسيين هم أعدائي شخصياً، وعلى هذا فقد اُنتُخِبت للجنة القائمة على إعادة انتخاب الرئيس. كان هدفي الأول هو تحقيق الفوز لرئيسي، لذلك لم أدّخر وسعاً في أي مجهود كنت أعلم بأنه سيحقق هذا الفوز حتى أن زملائي أطلقوا عليّ لقب “العبقري الشرير”.
شيئاً واحداً كان يؤرقني، فقد كان هناك تسرب للمعلومات من مكتب الرئيس إلى المنافسين والصحف وخصوصاً المعلومات الخاصة بالحرب في فيتنام. وانحصرت الشبهات في شخص واحد هو “دانيال إيلزبرج”. فقررت أن أتخلص منه، لذلك قمت بنشر معلومات مغلوطة عنه وتسريبها للصحف حتى تتلوث سمعته فيفقد مصداقيته. وقد نجحت في ذلك. لكن كان الضغط شديداً والانتقادات لاذعة
للرئيس نيكسون بسبب فضيحة ” وترجيت” والتي اضطرته للاستقالة من منصبة، فأدى ذلك إلى دمار مستقبلي السياسي.
وفي أحد الأيام كنت في زيارة لصديق لي، فبدأ في الحديث عن السيد المسيح وسألني عما أظن فيه. فقلت لا أعرف فأنا لست متديناً. أعطاني صديقي كتاباً للكاتب سي اس لويس بعنوان “مسيحية فحسب”. شدني الكتاب جداً فقد كان يتحدث بمنطق علمي عن حقيقة السيد المسيح فبدأت أبحث وأقرأ في الكتاب المقدس، صدمني قول السيد المسيح “من منكم يبكتني على خطية؟” ولما فكرت في نفسي وفي حياتي التي دمرتها بيدي وجدت نفسي أبكي وطلبت غفران المسيح. بدأت في الدراسة المتأنية للكتاب المقدس إلى أن وصلت لمقطع الوصايا العشر ومرة أخرى صدمت بالوصية التاسعة ” لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.” … كانت التحقيقات ما زالت مستمرة في فضيحة ” وترجيت” فتقدمت متطوعاً للإدلاء بشهادتي واعترفت بخطئي وبشهادتي الكاذبة فحكم عليّ بعام في السجن ثم خُفِّض الحكم إلى سبعة أشهر. وبالرغم من صعوبة موقفي وعاري في السجن إلا أن الرب يسوع لم يتركني بل ساعدني لأكتشف العمل الذي جهزه من أجلي… كان العمل هو خدمة توصيل رسالة غفران المسيح للمسجونين. واليوم، مازلت أخدم ربي وسيدي يسوع المسيح وسط السجناء. ورأيت معجزات تغيير حياة أعنف المجرمين إلى توبة حقيقية وطلب الصفح والغفران من الله وأُسَر الضحايا.