لقد ولدت في مدينة أندرابرادش بالهند وكنت الابن الأكبر لوالدي مما جعلني مستحقاً لامتيازات عديدة بحسب ديانتنا الهندوسية وخاصة أن أسرتي كانت من أعلى الطبقات في المجتمع الهندي، طبقة البراهمان. وبسبب المكانة العليا التي تمتعت بها، فقد رباني والديّ على أن أكون متديناً صالحاً بحسب تعاليم ديني.
كنت أعلم بأني سوف أموت عاجلاً أم آجلاً، وبعد الموت سأدخل في عملية التناسخ ودورة الحياة. فكنت أتساءل،” إن اتبعت كل التقاليد والأعمال المطلوبة” هل هناك تأكيد على الحصول على حياة أبدية مشرّفة؟ وكانت الإجابة دائماً لا. وهنا بدأ الارتباك في حياتي، فكنت مصمماً على عمل أي شيء يمنع عودتي إلى الحياة مرة أخرى في صورة قط أو خنزير أو قرد.
حادثان أثارا حيرتي ورعبي ولم يغادرا ذهني، الأول كان موت جدي، الذي لم أرى في حياتي رجل يضاهيه في التقوى والورع، ومع هذا فقد أخبرني جدي وهو على فراش الموت بأنه يرى ملاك الموت آتياً ليأخذه للجحيم. آه كم كنت أرتعب من هذا المنظر. والحادث الأخر كان موت عمي المفاجئ، فبعد أن قمنا بحرق الجثمان وتذرية الرماد في نهر الجانجيز كما هي العادة للهنود أملين أن يأتي في تناسخ أفضل في الحياة الجديدة، ثم فوجئت بعد بضعة أشهر باقتناع الأسرة بأن العجل الوليد هو عمي الذي تناسخ وجاء للحياة في صورة هذا العجل. وقد جعلني هذا الاعتقاد أن أزداد تديناً ولكن بلا فائدة لا راحة ولا سلام داخلي. وأخيرا، قررت أن أضع هذا التحدي أمام الآلهة، اخبروني كيف آتي للحياة الأبدية بلا تناسخ، سأفعل أي شيء تطلبونه. فقط أخبروني، ولكن إن لم أسمع منكم في خلال اليوم التالي، فسأقتل نفسي. انتظرت طوال اليوم ولكن بلا أمل، فجهزت طعام العشاء وخلطته بالسم وقررت أن أخرج أتمشى بين الناس قبل أن أكل وأموت. وبينما كنت أتجول، وجدت رجلاً هندياً يوزع منشورات أمام أحد المباني فناولني واحدة وقرأت العنوان فكان ” دم مطلوب” ودعاني للدخول. لم أفهم الكثير مما قيل ولكن شيئاً واحداً لفت انتباهي عندما كرر الواعظ هذه العبارة عدة مرات ” آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص وتحصل على الحياة الأبدية”. كان الرجل يتكلم بثقة العارف والمتأكد، فذهبت إليه بعد الاجتماع وسألته” سيدي، من هو يسوع المسيح هذا الذي تتكلم عنه؟ أنا لم أسمع به من قبل؟ ففتح الرجل كتابه المقدس في الإنجيل بحسب يوحنا والإصحاح الثالث والعدد 16. وطلب مني الرجل أن أقرأ هذه الآية بعد أن أضع اسمي فقرأت ” هكذا أحب الله بهاسكار، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك بهاسكار إن آمن به بل تكون لبهاسكار الحياة الأبدية. كانت اللحظات التالية مثيرة للعواطف، أن اعرف أن الله يحبني بشدة لدرجة أن يفعل كل هذه الأشياء من أجلي في حين أن تماثيل الآلهة التي أعبدها من صغري لم تهتم بي. شرح لي الواعظ معنى الإيمان المسيحي وطلب أن نحني رؤوسنا وندعو الله في الصلاة فشعرت عندها بأن حمل ثقيل قد أزيح من على كتفي. صارت لي علاقة حية مع المسيح مخلصي الذي أخذ خطاياي وأعطاني بره وحصلت على تأكيد الحياة الأبدية المجيدة. ولكن بعد أن عرفت أسرتي بإيماني الجديد غضبت جداً وطردوني وكان ذلك صعباً علي ولكنه لم يؤثر على إيماني. فالإيمان بالمسيح كان أعظم من الآلهة الأخرى التي نصنعها ونتعبد إليها وهي لا تسمع ولا تجيب.