
المزمور 119 هو أطول فصل في الكتاب المقدس ويختص بالحديث عن كلمة الله، وفيه الحماسة والمحبة والرغبة في معرفتها. في الآيات 33-40، يصلي كاتب المزمور بجدية من أجل التوجيه والفهم والتدريب من خلال حق الله. فتذكرنا كلماته بأن دراسة الكتاب المقدس ليست مجرد عادة دينية. بل هي ممارسة أساسية حيوية تعمّق علاقتنا بالله، وتهذّب قلوبنا، وتقوي إيماننا. فكلمة الله لا تتعلق بالمعرفة فقط، بل بتغيير الفكر والقلب. فهي تشكّل الطريقة التي نرى بها الله وأنفسنا والعالم.
– كلمة الله تعلمنا الطريقة الصحيحة للحياة.
” عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَ فَرَائِضِكَ، فَأَحْفَظَهَا إِلَى النِّهَايَةِ“. الآية 33

– كلمة الله تشكّل قلوبنا ورغباتنا.
” أَمِلْ قَلْبِي إِلَى شَهَادَاتِكَ، لاَ إِلَى الْمَكْسَبِ“. الآية 36
يدرك كاتب المزمور أن الطاعة ليست مجرد فعل خارجي، بل هي تحول داخلي. كلما درسنا كلمة الله أكثر، كلما تبدلت الأشياء التي نحبها، ونسعى إليها، ونقدرها. يُقرّب الكتاب المقدس قلوبنا من قلب الله. فهو يليّن الكبرياء، ويقوّي الرحمة، ويوقظ الرغبة في معرفة الحق. عندما نتأمل في كلمته، يعيد الروح القدس صياغة دوافعنا ويشكّل أهدافنا ويساعدنا على الاستمتاع بشركة حية مع الله.
– كلمة الله تحمينا من الخطايا والتشتيت.
” حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي“. الآية 37

– كلمة الله تمنح أملاً راسخاً.
” أَقِمْ لِعَبْدِكَ قَوْلَكَ الَّذِي لِمُتَّقِيكَ“. الآية 38
يجد كاتب المزمور التجديد والحيوية في وعود الله. دراسة الكتاب المقدس تحيي إيماننا عندما نشعر بالخوف وتملأنا بالأمل عندما تبدو الظروف سيئة. وفي كل مرة نقرأ فيها الكتاب بقلوب مفتوحة، ينفخ الله الرجاء في أرواحنا. فتذكّرنا وعوده أنه أمين، وأن خططه صالحة، وأن حضوره دائم.
– كلمة الله تمنح الحياة.
“هأَنَذَا قَدِ اشْتَهَيْتُ وَصَايَاكَ. بِعَدْلِكَ أَحْيِنِي“. الآية 40
“
أرجو أن تجد في هذه الكلمات يا صديق ما يشجعك على قراءة ودراسة الكتاب المقدس.
صلاة
“أيها الآب السماوي، أشكرك على بركات الكتاب المقدس الذي هو سراج لرجلي ونور لسبيلي. علّمني أن أقرأه وأدرسه بقلب متلهف وعقل منفتح. امنحني الفهم لتطبيقه يومياً، والشجاعة لطاعته. أشكرك من أجل السيد المسيح، كلمة الله الحي، الذي عاش كلامك بإخلاص، وأعطاني النموذج الذي أتبعه. أملاني بالفرح للسير في طرقك اليوم وكل يوم. في اسم يسوع، آمين”.
