يعتبر موت يسوع المسيح على صليب روماني مأساة وانتصار في نفس الوقت. كان من المؤسف أنه بعد كل الأحداث الرائعة في خدمته والتي استمرت أكثر من 3 سنوات، أن يتم رفض يسوع من قبل القادة الدينيين والشعب. علّم يسوع جموعًا كثيرة أتت بسرور لسماع كلامه عن ملكوت السماء ومحبة الأب. لقد شفى الكثير من الناس من كل أنواع الأمراض والآلام. العميان والصم والبكم والمقعدون والجذام والمسكونين من قبل الأرواح الشريرة. بل أنه أقام من الموت بعض الذين ماتوا وشاهدت الجموع هذه الأحداث. لكن تعاليمه تحدت أصحاب القوة الدينية في عصره وقرروا تدميره وإسكاته.
حقيقة عكس الواقع
وبالرغم من ذلك، لم يكن موت يسوع هزيمة بل انتصارًا. لم يكن الصليب نهاية يسوع، بل كان الذروة المجيدة لخطة الله العظيمة لخلاص جميع الأمم. فبدء من خيانته في بستان جثسيماني من قِبلِ واحد من أتباعه إلى لحظة موته على مرتفع الجلجثة، كان من الواضح أن يسوع لم تغلبه الأحداث بل كان مسيطراً عليها جميعاً. عندما تم القبض عليه من حراس الهيكل، واتهامه زوراً، والسخرية منه بواسطة رجال الدين اليهودي، والضرب المبرح، والمسامير على الصليب لم يفقد المسيح سيطرته على الأمور، كان هناك هدوء مذهل في طريقة تصرف السيد المسيح وفي كلامه.
معرفة مسبقة
قبل ولادة يسوع بسبعمائة عام، تحدث النبي إشعياء بالتفصيل عن معاناته في الفصل 53 من نبوته فقال: “مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ “. وشرح إشعياء أيضًا أهمية آلام يسوع وموته بهذه الكلمات: “5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا.
وعد ثابت وصحيح
نحن جميعًا نصارع ونحاول التكفير عن خطايانا، نحاول ألا نقع في نفس الغواية مرة أخرى بدون نجاح. نحن “نضل” و “نلجأ إلى طرقنا الملتوية الخاصة.” إن خطيئة الإنسان هي سبب كل البؤس الشخصي والجماعي في هذا العالم.” ولكن من خلال موت يسوع على الصليب، صارت عطية الغفران والحياة الجديدة مقدمة للجميع لأن “العقوبة التي جلبت لنا السلام كانت عليه، وبجروحه قد شُفينا”. كما كتب واحد من المفكرين وهو يتأمل في صليب يسوع: “إنه لشيء رائع، رائع جدا، أن يأتي الله بنفسه من السماء، ويأخذ الجسد البشري ليموت لإنقاذ شخص مثلي.”
صديقي، ونحن نحتفل بهذا اليوم العظيم، أرجو آن تكون هذه الكلمات سبب معرفة، فهم، وابتهاج لتعرف بأن الغفران قد تم بالإيمان بالرب يسوع المسيح. وأنه يمكن العيش في حياة طاهرة في طاعة لوصايا الله لأن المسيح وعد بمعونة وقوة الروح القدس من الأعالي. أرجو ان تكون هذه خبرتك.