هل أنت إنسان شاكر، ترى الخير في كل موقف؟ أم أنت متشائم ترى الصعوبات في كل ظرف من ظروف الحياة؟ الكتاب المقدس يوجه أنظارنا إلى أعلى، إلى الله مصدر كل بركة وخير. فيكشف لنا عن محبة الله وجوده. تعال معي لنعرف أكثر من مزمور 107 – مزمور الشكر.
بدأ المزمور 107 بدعوة قوية إلى الشكر فيقول: “اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ”. هذا المزمور هو تذكير رائع بخير الله الدائم ومحبته، ويحثنا على تقديم الشكر في جميع الظروف. يروي مواقف مختلفة حيث وجد شعب الله أنفسهم في حاجة ماسة، يصرخون طلباً للمساعدة – وكيف سمعهم الله وأنقذهم وحول حياتهم. رسالة المزمور واضحة: بغض النظر عن حالتنا الراهنة، فإن محبة الله الثابتة وقوة فدائه العجيب حاضرة دائماً وهو يعمل لصالحنا حتى في الأوقات العصيبة.

1.  الاعتماد على الله.

يعكس المزمور 107 الطرق التي واجه بها شعب الله التجارب – التيه، والسجن، والمرض، وحتى البحار العاصفة. تعمل هذه الصعوبات كتذكير بأننا جميعًا نمر بصراعات تكشف عن حاجتنا إلى الله. يتعمق شكرنا عندما ندرك أنه بدون مساعدة الله، نكون محدودين، ولكن معه، نجد القوة والتوجيه والأمل. إن هذا الاعتماد على الله يدعونا إلى الاقتراب إليه بتواضع وامتنان، عالمين بأن حياتنا بين يديه وأن كل نعمة ننالها تتدفق من صلاحه.

2. الشكر في وسط المحن.

يسلط المزمور الضوء على كيف أن الناس في محنتهم “صرخوا إلى الرب”، فأنقذهم. حتى في وسط المعاناة، يحوّل خلاص الله الظلام إلى نور. فهو يستجب لصلواتنا، ينقذنا ويرشدنا ويشفينا. بالتأمل في تجارب الخلاص السابقة، يمكننا أن نتعلم أن نرى تجاربنا الحالية هي فرص للامتنان، والثقة في أن الله يعمل حتى عندما لا يكون الطريق إلى الأمام واضحاً بعد. إن تقديم الشكر أثناء التجارب هو عمل إيمان، والثقة في أن الله معنا، ويقدم لنا قوته وراحته.

3. التذكير بمحبة الله الثابتة.

الموضوع المركزي في المزمور 107 هو محبة الله الدائمة. نقرأ في المزمور أربع مرات: “لْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ”. هذا التكرار يؤكد على محبة الله الثابتة والتزامه بشعبه، سواء كانوا ضائعين أو مسجونين أو مرضى أو عالقين في العواصف. إن إدراك محبته الثابتة يساعدنا على الانتقال من القلق إلى العبادة. عندما نتذكر كيف أظهر الله محبته لنا في الماضي، نجد السلام والطمأنينة في الحاضر، ونعلم أن محبته لن تفن أبدًا.

4. مشاركة خبراتنا عن خلاص الله.

يشجع المزمور 107 أولئك الذين اختبروا إنقاذ الله على مشاركة قصصهم. تقول الآية 2، “فليخبر المخلصون من الرب بقصصهم”. يصبح الامتنان أكثر من مجرد شعور؛ يصبح تعبيراً عن الشهادة. عندما نشارك قصصنا عن صلاح الله، فإننا نشجع الآخرين على الثقة به وتقديم الشكر أيضاً. إن تقديم الشكر لا يتعلق فقط بالفكر القلبي، بل يتعلق بمشاركة كيف غيّرت محبة الله حياتنا، وتقديم دعوة الآخرين لتجربة صلاحه.

5.حياة غامرة بالشكر

يدعونا المزمور إلى تقديم الحمد باستمرار، ليس فقط على النجدات العظيمة التي نختبرها ولكن أيضًا على إخلاص الله اليومي. مثل البركات البسيطة اليومية: كلمة طيبة، غروب شمس جميل، وجبة طعام شهية- هي كلها تذكير بعطاياه. والقلب الشاكر هو الذي يلاحظ هذه الهبات ويعترف بالله باعتباره الواهب الأوحد.

أخوتي، يذكّرنا المزمور 107 بأن محبة الله لا تتغير وأن صلاحه ليس له حدود. وعندما نفتح قلوبنا للحمد، نفتح أنفسنا لتجربة سلامه وفرحه وقوته. في كل موسم وظرف، فإن تقديم الشكر للرب يغيّر منظورنا ويقربنا أكثر منه. لذلك دعونا اليوم نردد كلمات هذا المزمور: ” اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ “. فلتكن مشاعر الحمد هي التي تشكل قلوبنا، وتعزز ثقتنا، وتقودنا إلى مشاركة محبته مع من حولنا.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء