يحتوي الكتاب المقدس على ستة وستين كتاباً بين قسميه. العهد القديم ويحوي تسعة وثلاثون كتاباً والعهد الجديد أي ما كتبه الرسل بعد ميلاد السيد المسيح ويحوي سبعة وعشرون كتاباً.
اتفق علماء اليهود في مجمع جامنيا في عام 90م في مدينة جامنيا– يمنية، والتي تقع على شاطئ البحر المتوسط بين يافا وعسقلون، على قانونية الأسفار العبرية للتناخ (الكتاب المقدس العبري)

 

 

الأسفار القانونية للتناخ

تنقسم الأسفار المقدسة العبرية‪‎‬ ‪ إلي أربعة وعشرين كتابًا (وهي نفسها التسعة وثلاثين كتابًا التي يحتويها العهد القديم المتضمن في الكتاب المقدس المسيحي)، ويأتي الاختلاف في العدد بسبب دمج بعض الكتب مع بعضها في التناخ العبري، والذي يحوي ثلاثة اقسام رئيسية
1. التوراة. ‪ ويحوي أسفار موسى الخمس: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية
2. الأنبياء. ‪ ويحوي أسفار: يشوع، قضاة، صموئيل الأول والثاني (في سفر واحد)، الملوك الأول والملوك الثاني (في سفر واحد)، إشعياء، إرميا، حزقيال، والأنبياء الصغار الإثني عشر (في سفر واحد)
3. الكتابات.‪ ويحوي أسفار المزامير، الأمثال، أيوب، نشيد الأنشاد، راعوث، مراثي أرميا، الجامعة إستير، دانيال، عزرا ونحميا (في سفر واحد)، أخبار الأيام الأول والثاني (في سفر واحد)
أما الكتاب المقدس الذي في أيدينا، وفهو يشمل هذه الكتب بذاتها وإن كانت مرتبة ترتيبا زمنياً.

الشهادة لكتب العهد القديم العبري

واحدة من أهم الشهادات على صحة وقانونية هذه الكتب هي شهادة السيد المسيح في العهد الجديد: «وقال لهم: هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير» (لوقا 44:24). هنا نجد الرب يسوع يؤكد على التقسيم الثلاثي المعروف للتناخ.
قدم السيد المسيح إشارة أخرى غير مباشرة في (لوقا 51:11، وذكرت أيضًا في متى 35:23): « لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم. من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت»: هابيل كان أول من قتل وجاء ذكره في أول أسفار التناخ: كتاب التكوين (تكوين 8:4) وزكريا هو آخر من ذكر أنه قتل في آخر كتب التناخ بالترتيب اليهودي: أخبار الأيام الثاني (2أخبار 21:24)، وكأن يسوع يريد أن يقول “من كتاب التكوين لكتاب أخبار الأيام الثاني” أي “من أول الأسفار وحتى آخرها” في شهادة على صحتها وشمولها.

كتب الأبوكريفا

كلمة أبوكريفا باليونانية تعني “مخفي” أو “سري” وأطلقت على بعض الكتابات اليهودية في فترة ما بين العهدين. بمعنى أن هذه الكتابات يمكن تقرأ بواسطة الخاصة المتنورين. وقد ظهرت هذه الكتب بعد توقف الوحي في العهد القديم أي بعد نبوة ملاخي حوالي 450 قبل ميلاد السيد المسيح وهي 14 كتاباً أو كتيب وتشمل : طوبيا، ويهوديت، عزراس الأول والثاني، تتمة إستير، رسالة إرميا، يشوع بن سيراخ، باروك، وحكمة سليمان، صلاة عزريا، تسبحة الفتية الثلاثة، قصة سوسنة والشيخين، بل والتنين، صلاة منسى، والمكابيين الأول والثاني. ففي هذه الفترة ظهرت العديد من المقالات والأشعار وكتب السرد التاريخي وتم تداولها في المجامع اليهودية لشحذ العزيمة ضد الرومان والاحتفاظ بالروح الوطنية لليهود خاصة هؤلاء الذين كانوا يعيشون خارج إسرائيل. وقد أُدرجت هذه الكتب في التوراة اليونانية المعروفة بالسبعينية لكونها مخطوطات باللغة اليونانية. وكانت هذه الكتب تتداول في مجامع اليهود لمنفعة غير المتكلمين بالعبرية.

عدم قانونية كتب الأبوكريفا

لكن علماء اليهود وحفظة النصوص العبرية رفضوا الاعتراف بهذه الكتب ال 14 بعد الدراسة الشاملة والفحص لأنها كانت قد كتبت: – باللغة اليونانية وليست العبرية – لغة الكتاب المقدس العبري.
– لاحتوائها على أخطاء عقائدية، وزمنية وتاريخية مما ينفي قيادة الوحي الإلهي لكتّابها.
– علاوة على اعتراف بعض الكتب على انها ليست موحاة بها كما ذكر كاتب المكابيين الثاني في الفصل 15 والفقرة 38: بقوله: “فإِن كُنتُ قد أَحسَنتُ التَّأليفَ ووُفِّقتُ مِنه، فذلك ما كُنتُ أَتمَنَّى. وإِن كانَ ضَعيفاً ودونَ الوَسَط، فإِنِّي قد بَذَلْتُ وُسْعي.” وبالطبع هذه ليست كلمات من كان يُقاد بقدرة الوحي الإلهي.

الأمر الأخير والهام هو عدم اعتبار هذه الكتب مُنْزَلة، لا من علماء اليهود، ولم يستشهد السيد المسيح بأي منها في الإنجيل وكذلك لم يقتبس منها أي من الرسل تلاميذ السيد المسيح. كذلك اقتدى الأباء الأولون بنهج السيد المسيح وتلاميذه فلم يولوا لها الأهمية التي أولوها لباقي كتب الكتاب المقدس. وهي إن وجدت في بعض الترجمات، فبسبب منفعتها في السرد التاريخي ولكن ليس لها أي قيمة من الجانب الروحي.

هل ترغب في قراءة كلمة الله؟ اضغط على الرابط

كملخّص لما سبق

هل هناك أسفار أو كتب لا تتضمنها بعض نسخ الكتاب المقدس؟

اتفق علماء اليهود منذ القرن الأول على قانونية كتب التناخ اليهودي (الكتاب المقدس العبري)، وهي تنقسم إلى 3 أقسام: توراة موسى، كتب الأنبياء، ثم الكتابات التاريخية. وشهد السيد المسيح بصحتها واقتبس منها. أما كتب الابوكريفا فقد رفضها اليهود على أنها ليست منزلة، كذلك لم يستشهد بها أي من السيد المسيح وتلاميذه.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء