identity smallدارت مناقشات عديدة حول موضوع صلب وموت وقيامة السيد المسيح. وبالرغم من أن كتّاب الإنجيل قد ذكروا هذه الحوادث بالتفصيل وأكدوا صحتها، إلا أن البعض يرفض الإعلان الكتابي ويفترض قصة أخري حول هوية من صٌلب على الصليب. قال البعض إنه عابر سبيل، وآخرين أنه يهوذا الاسخريوطي!! أني أدعوك صديقي لبحث منطقي عن فكرة الشبيه هذه.
لقد توصلت إلى العديد من الأدلة ولكن لقصر الوقت أريد أن أحصرها في ثلاثة اتجاهات:-


أولاً النبوات:
هل تعلم صديقي أن هناك أكثر من ستين نبوة قد تحققت في شخص السيد المسيح. وهذه النبوات تضمنت بالتفصيل طريقة محاكمته، وكيفية موته، وأسلوب دفنه، ولكثرة هذه النبوات وضيق الوقت سأذكر واحدة منها. في مزامير داود النبي والمزمور22 والآية 16 تنبأ داود النبي عن موت المسيح مصلوباً بالكلمات ” لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.” لقد مات النبي داود مكرماً في قصره. ولكن هذه الكلمات التي نطق بها بالوحي الإلهي، كانت نبوة صريحة عن موت المسيح مصلوباً. وهو الموت الذي يثقبون فيه اليدين والرجلين على الصليب.

ثانياً حديث المسيح نفسه مع أتباعه عن موته وقيامته:
ذكر متى الرسول في الإنجيل عن المسيح قائلاً ” مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.” فنفهم من ذلك أن موت الصليب لم يكن مفاجأة للمسيح، بل كان إتماماً لخطة الله الأزلية لفداء الإنسان.

ثالثاً عند مشهد الصليب:
كانت هناك جموع كثيرة متجمعة تشاهد أحداث الصلب. منهم الجنود الرومان الذين قاموا بالقبض على السيد المسيح وتعذيبه، وبالتأكيد كانوا سيلاحظون التغيير في شخصية المصلوب. وكان هناك أيضاً تلاميذ المسيح وأتباعه وبالأخص أمه مريم، يشاهدون المنظر الحزين وهم أكثر العارفين به. ثم لو كان المصلوب شخصاً أخر شبيهاً بالمسيح، فلماذا لم يصرخ معلناً أن خطأ قد وقع؟
وكيف أمكن لأحد غير المسيح وهو في غمرة آلامه الهائلة، أن يدعو الله كي يغفر لمضطهديه؟ وكيف أمكن أن ينطلق هذا الدعاء الذي يكشف عن مشاعر رحمة عميقة من بين شفتي عابر سبيل سيق إلى الموت بديلاً عن سواه؟
بالتأكيد لم يكن هناك أدنى شك في شخصية المصلوب. إنه المسيح بن مريم.
أعتقد أن هناك سؤالا مهما ينبع من هذا التفصيل ألا وهو ما هي أهمية التشديد على حقيقة صلب المسيح وموته وقيامته؟
إن موت المسيح على الصليب هو تنفيذ خطة الله الأزلية لفداء العالم. إنه الحل الإلهي لمشكلة الخطية. وهذه الخطية تشمل الجميع. فمن منّا لا يخطئ ويعصى الله في الصغائر والكبائر. وبما أن الله قدوس وعادل، فلابد له من أن يعاقب الخطية. فيكون الموت نصيبنا وجزاءنا. ولكن الله سبحانه هو إله كل رحمة ومحبة فيذكر الإنجيل ” وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.” رومية5: 8.

صديقي هذه الآيات المجيدة تبين لنا أن الله أحب الإنسان، أحبك أنت، ومحبته عجيبة غنية بالرحمة. هذه المحبة التي تجسدت في المسيح وعُبِرَ عنها بالفداء الذي أكمله على الصليب ظهرت، حتى تعرف أن الله ليس قدوساً وعادلاً فحسب بل هو أيضاً محبة. فهل تؤمن بمن أحبك ومات من أجل فدائك من الخطية؟

كملخّص لما سبق

رأيك في فكرة أن هناك شخص شبيه بالمسيح صلب بدلاً منه؟

يخبرنا الكتاب المقدس بأن الشهادة تتثبت على فم شاهدين أو أكثر. الأدلة كثيرة عمن شهد بحادثة صلب المسيح، من الجنود الرومان، تلاميذ المسيح وأصدقائه، العابرين ليروا هذا الحادث العجيب. تكلّم المسيح عن طريقة موته وقيامته لتلاميذه قبل هذه الأحداث. بل تحققت النبوات عن طريقة صلب المسيح التي حدثت بلا شك.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء