الشفاعة هي التوسل أو الصلاة من أجل الآخرين، وهي لا تنبعث من
مجرد العاطفة أو المنفعة، بل عن إدراك واع بأن علاقة الله بالإنسان ليست علاقة فردية فحسب، بل واجتماعية أيضاً، فهي تمتد إلى علاقة الإنسان بأخية الإنسان.
وقد ذكرت كلمة الشفاعة مرات عديدة في الكتاب المقدس، وقد ترجمت الكلمات العبرية واليونانية الدالة عليها إلى العديد من الكلمات التي توضح معناها فتأتي بمعنى:”أراد الشيء وطلبه ” ،أو “يتوسط” بين طرفين وقد ترجمت الكلمة إلى “يلح” و”يلتمس” كما تأتي أيضاً بمعنى “يتوسل” و “يتضرع” وبالإضافة إلى ذلك، استخدمت الكلمة في الإنجيل لتدل على الصلاة والابتهال.
ويتضح في العديد من هذه المواقع السابقة أن الشفاعة مقبولة بل مطلوبة من رجال الله والمؤمنين من أجل سكان الشعوب التي يعيشون بينهم والتوسل من أجل توبتهم وعدم هلاكهم، ويحثنا الكتاب المقدس من أجل التشفع والتضرع من أجل المؤمنين في ظروف حياتهم المختلفة كالمرض أو الضيق كي يرفع عنهم الله هذه الصعاب ويباركهم. فنجد مثلاً النبي موسى يتشفع ويطلب من أجل بني إسرائيل كي يحفظهم الله من الجوع والمرض.
ومن الضروري أن نتحدث أيضاً عن شفاعة السيد المسيح من أجل البشرية فيقول الكتاب:”إن أخطأٌ أحد فلنا شفيعٌ عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارةٌ لخطايانا” (1 يوحنا 2 : 1 ، 2). وكلمة شفيع هنا تعني (المحامي ، المدافع ) فالسيد المسيح هو المحامي عنا الذي يدافع عنا ويطلب من أجل غفران خطايانا، وهذه الشفاعة هي شفاعة كفارية أساسها عمله الكفاري الكامل على خشبة الصليب حينما أكمل الفداء. ولا يستطيع آخر مهما علت أو سمت مكانته أن يقدم هذه الشفاعة التي نحصل من خلالها على خلاصنا من الخطية.
ولا ننكر على السيد المسيح أيضاً شفاعته الوقائية من أجلنا حينما يطلب من الآب أن يحفظنا من الشيطان ومكائده.
وفي كل الأحوال يجب أن نلاحظ أن الشفاعة والصلاة هي طلبات موجهة من أشخاص أحياء لأجل الأحياء
فدعنا صديقي نطلب شفاعة السيد المسيح الكفارية التي تخلصنا من خطايانا وتحفظنا من غواية الشيطان ولا ننسى أن نتضرع من أجل الآخرين أيضا حتى يرد الله سلامه لهم فنقضي حياة هادئة مطمئنة.