
فالنور هنا ليس مجرد وصف لكنه جوهر إلهي. فنجد أيضًا الكثير من الأفكار الدينية التي تقر أن الله نور، ولكن لماذا قال يوحنا أن المسيح هو النور الحقيقي، ونجد أيضا أن الرب يسوع المسيح نفسه قال: “«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».” يوحنا 8: 12
وإليك بعض النقاط الراسخة التي تشرح لنا الأسباب:
1 – المسيح هو الإعلان الواضح عن الله.
فالله لم يره أحد قط، ولكن الإنجيل يؤكد أن المسيح هو الذي أخبر عن الله وأعلنه صراحة، لأنه ابنه في حضنه –أي هو نفسه- وإن كان النور هو الذي يكشف الخبايا والغير معلنات، فإن المسيح أعلن شخص الله بطريقة وافية للبشر بتجسده ووضوح صورته، ويؤكد أيضا سفر العبرانيين: “اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ.” عبرانيين 1: 1- 3
فنور المسيح هو الوحيد الذي يبدد ظلمة الجهل بالله فقال أيضا لفيلبس تلميذه:
“اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ.“ يوحنا 14: 9
2 – المسيح نور أشرق في الظلمة.

فالظلمة التي يعيش فيها الإنسان بعيدًا عن الله وقداسته لا ينيرها سوى نور الله الذي هو المسيح. ونجد الكتاب المقدس يصف الخطية والفساد الإنساني وعدم إدراك الله بالظلمة، ولكن المسيح هو الحل في هذه الحالة، لأنه نور الإعلان عن الله ومبدد ظلمة الإنسان، فمهما كان مختبئًا فيها ويظن أن أحدًا لم يره، لكن نور المسيح يكشف كل شئ، لذلك فإن من يرفض أن يأتي لنور المسيح هو يهرب من واقع ظلمته وخطيته. فيقول الإنجيل: “لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ.” يوحنا 3: 20، فنجد المسيح قد شفى الكثيرين ومنهم الشخص الذي ولد أعمى، وشفاء المسيح له لا ليعلن فقط أنه ينير العينان اللحميتان، لكنه يستطيع أن ينير القلب وكل الكيان فهو يفتح أعين العمى الروحي ويطرد ظلمة الخطية خارج قلب الإنسان.
3 – طبيعة المسيح الفريدة نور للبشرية.

ولذلك يقول الإنجيل بحسب يوحنا البشير: “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.” يو 1: 12
ولا يستطيع أحد أن يقبل المسيح أو يؤمن به قبل أن يدعوه ويطلب منه أن يأتي بنوره إليه ليدرك من هو المسيح وأعماق الله فيه. فيطلب أن تستنير عيناه بنور المسيح فيرى حقيقته، أنه يعيش في ظلمة مريرة تحتاج لنور المسيح الذي يطرد ظلمة الفساد والخطية والنجاسة، بل ويقدس ويطهر ويغسل الإنسان ليستنير.
خاتمة وتطبيق.
حينما تنظر إلى المسيح بكونه النور الحقيقي الذي يستطيع أن ينير العالم وكل إنسان، به تدرك أن الإيمان بالله ليس مجرد معلومات ومعارف أو حتى كلمات نرددها له، بل استنارة بنور الله الذي هو شخص المسيح، والدخول في دائرة النور فيضيء لك نور المسيح. فإن المسيح هو طريق ونافذة الله الوحيدة ليدخل منها النور الإلهي لحياة البشرية.
صلاة
“يا رب يسوع. أشكرك لأنك نور. وفي نورك أرى حقيقة نفسي واحتياجي إليك لتزيل ظلمة الخطية واليأس والشك من حياتي. تعال يا رب وأشرق بنورك في داخلى وأنر طريقي أمامي فأتبعك. أشكرك فأنت تسمع وتستجيب الصلاة. أمين“
