يعلمنا الكتاب المقدس بأن الله القدير المهوب هو إله محب وعطوف. الله تكلم من خلال أنبيائه عن رغبته في بركة شعبه. فيقول الله على لسان نبيه إرميا “لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً”. نبوة إرميا 29: 11. أي أن الله قد صمم لي ولك يا صديق خطة للحياة فيها الخير والسلام. الحياة ليست تحت تأثير القضاء والقدر مثل مركب تائه في بحر هائج يتأرجح بدون هدف. فيا له من تأكيد رائع بأن ما أحياه في هذه الدنيا تحت سيطرة إله قدير حكيم وكريم. والسؤال الهام الذي يطرحه العديد من الأصدقاء هو “كيف أعرف إرادة الله في حياتي وخطته لمستقبلي؟

وباختصار تكون الإجابة هي أن الطريقة الوحيدة لنعرف إرادة الله، هي بالتعرف على الله ذاته. فعندما نقترب من الله، نفهم طريقة إرشاده وما يطلبه منا. ولكن كيف نقترب إلى الله؟، قد يكون هذا هو سؤالك الثاني يا صديق. والواقع أن هناك عدة خطوات عملية تساعدنا على معرفة الله

الكتاب المقدس

الكتاب المقدس ذاته هو كلام الله للبشر وفيه نعرف ما يطلبه منا الله وكيف نرضيه ونعبده. إنه كتاب الإرشادات الصحيحة. في الكتاب المقدس نتعرف على شخص الله العظيم وما كشفه لنا عن ذاته وصفاته. إن إرادة الله لحياتك لا يمكن أن تتعارض من صفات الله أو إرشاده في الكتاب المقدس. فمثلا شخص يبغي الزواج، ويبحث عن شريك الحياة المناسب، الكتاب المقدس يقول “هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟” أي إن لم يتفقا؟ نبوة عاموس 3: 3. فوجب أن يتفق الطرفان قبل أن يسيرا في درب الحياة معا. والكتاب المقدس يؤكد على ان الشخص المسيحي لا يمكن أن يتزوج من غير المسيحي لأن طريقهما مختلف. 2 كورنثوس 6: 14-16. وهكذا تكون إرادة الله واضحة في هذا الموضوع من خلال كلام الله. وكلما قرأنا ودرسنا كلام الله بتمعن وتعرفنا عليه، زادت رغبتنا في ان نرضيه وأن تعكس رغباتنا إرادته في حياتنا، ويكون لدينا الثقة بأنه يسمع لدعائنا وطلباتنا

الصلاة

الصلاة هي الحديث مع الله القدير. هي أن نأتي إليه ونسكب قلوبنا أمامه، نحكي له عن مشاكنا وما يؤرق حياتنا. وعندما نتعوّد على الحديث مع الله في الصلاة والدعاء، نفهم أكثر ما يريده منا. وهذا ما علمنا إياه السيد المسيح عندما قال: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ”. إن السيد المسيح يعدنا بالإرشاد والراحة عندما نطلب منه ونلقي بأحمالنا وهمومنا عنده – أي بالصلاة والحديث الصادق معه. عندها يكون لدينا الثقة في أنه سوف يقود خطواتنا لبر الأمان، وفتح الطريق لمستقبل مضمون، حتى وإن كان الطريق صعباً لتحقيقه.

قيادة الروح القدس

الروح القدس، هو روح الله الذي أرسله ليسكن في المؤمن بالمسيح ليعلمه ويرشده. نحن جميعا نحتاج أن نسمع للروح القدس المعلم. هذا يحتاج منا أن نهدأ من مشاغلنا ونصغي جيدا لصوته. وعندما ننجح في إسكات الأصوات الكثيرة من حولنا، بمعونته، والتي تعمل على تشتيت أفكارنا. نجد أن حضوره واضح معنا يملئنا بالسلام فنهدأ في وسط الظروف المختلفة. في كتاب المزامير، نجد وعد الله لنا بقوله: “أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ”.

وأخيرا، هناك نصيحة المؤمنين القدماء

الحياة المسيحية هي رحلة في الحياة، وهناك من سبقونا وساروا في هذه الرحلة فترة أطول. هؤلاء المؤمنون لديهم خبرات أعمق في فهم طرق الله ولديهم حكمة وخبرة السنين. وعندما نشاركهم بما نمر به، نحصل على نصائح تساعد في تأكيد ما فهمناه عن خطة الله وإرادته في الحياة. لاحظ يا صديق، بأني وضعت هذه الوسيلة في أخر المقال حيث أنها لا تحل محل العلاقة الشخصية مع الله في دراسة كلمته والتواصل معه في الصلاة.
وأخيرا، كلمة تشجيع. الله يرغب في بركتنا وفي إرشادنا، ومعرفة إرادته ليست امتحانا صعبا فيه نجاح أو رسوب. ثق في الله، وفي محبة ربنا يسوع المسيح ستجد راحة وعزاء.

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء