إن قيامة يسوع المسيح هي جوهر الإيمان المسيحي والرسالة التي يعلنها المسيحيون لشعوب العالم. إنها رسالة تتحدث عن أعمق احتياجات قلب الإنسان. في كل يوم نسمع أخبارًا عن أشخاص ماتوا، أحيانًا في ظروف مأساوية؛
كمرض خطير، أو حادث في الطريق. تحطم طائرة، أو فظائع إرهابية، أو ببساطة في سن الشيخوخة. هناك أشياء كثيرة في الحياة غير مؤكدة، لكننا جميعًا نعرف أنه يجب علينا أن نواجه الموت يومًا ما. لذلك فإن قيامة يسوع تعطينا سبباً للأمل الحقيقي.
إن سرد الإنجيل عن أحداث قيامة يسوع فيه قدر من الأصالة لا يمكن التغافل عنه. لقد جاهد جميع تلاميذ السيد المسيح، رجالًا ونساءً ، للإيقان بأن ربهم المحبوب كان على قيد الحياة. وفي وقت مبكر من صباح يوم القيامة، ذهبت مريم المجدلية إلى القبر ومعها كم من التوابل لتكفين جسد المسيح. وعندما وصلت إلى القبر، رأت أن الحجر قد دحُرج. لقد افترضت مريم أن أعداء يسوع قد سرقوا جسده وسرعان ما هرولت لتخبر بطرس ويوحنا قائلةً: “أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!” فجرى بطرس ومعه يوحنا تجاه القبر ولكنهم لم يفهموا ما رأوه.
بقيت مريم عند القبر وكان هناك، في الحديقة، أن السيد المسيح ظهر لها. ركضت مريم إلى التلاميذ بخبر مدهش، قالت: “لقد رأيت الرب!” وفي ذلك المساء، في المنزل الذي كان يختبئ فيه التلاميذ بسبب الخوف من السلطة اليهودية، جاء يسوع ووقف بينهم. فشعر التلاميذ بسعادة غامرة عندما رأوا الرب يسوع المسيح حياً.
أحد التلاميذ، توما، لم يكن حاضراً هناك في تلك الليلة. وعندما أخبره التلاميذ الآخرون أنهم رأوا السيد المسيح المقام، قال توما: “ما لم أرى آثار جروح المسامير في يديه وأضع إصبعي حيث كانت المسامير، وأوضع يدي في جنبه، فلن أصدق.” وبعد أسبوع، وعندما كان التلاميذ في المنزل، ومعهم توماس هذه المرة، جاء يسوع ووقف بينهم. قال لتوما “ضع إصبعك هنا. انظر يدي. مد يدك ووضعها في جنبي. لا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمناً”. فقال له توما: ” ربي وإلهي! ” فقال له يسوع،” لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا.” إنه حقًا شيء مبارك أن نؤمن بالرب الحي القائم وبوعده القائل: “لأنني حي، فستحيون أنتم أيضًا “.
صديقي، هل تؤمن بقيامة السيد المسيح من الموت بعد أن كفّر عن ذنوبك ومعاصيك؟ إن كنت تؤمن فهنيئاً لك فقد كُتبَ اسمك في كتاب الحياة الأبدية، وإن لم تكن قد آمنت بعد، فلماذا تضيّع الوقت؟ اطلب من السيد المسيح أن يقنع قلبك مثلما فعل مع التلميذ توما، وهو قادر أن يقنع قلبك وعقلك ويهديك حياة أبدية في نعيم الله وسماه.
والسلام مع جميعكم.