manger and cross smallحديثا، أنا كنت أقرأ في مجلة “الأسبوع” ولفت نظري مقال بعنوان “كيف يُصنع العباقرة” كان المقال يناقش دراسة حول حياة العباقرة عبر التاريخ ويحلل أسباب نجاحهم. مثل باسكال، موتزارت وبيل جيت. فوجدت الدراسة أن سبب نجاحهم بالإضافة إلى

الموهبة الطبيعية، يرجع إلى تدريب متصل حوالي 20 ساعة في الأسبوع على مدار 10سنوات. يعني حوالي 10000 ساعة من التدريب تصنع عبقري، وسبب أخر هو الظروف العائلية فلابد من وجود أهل متفهمين وكذلك يجب وجود المال الكافي للتفرغ فقط التدريب وأخيرا قالت الدراسة أنه يجب أن يولد العبقري في وقت وظروف ملائمة. وأنا أنظر إلى هؤلاء العباقرة، موتزارت، وباسكال، وجيت. أشك إن كنا نعرف تواريخ أعياد ميلادهم. ولكن بكل تأكيد نحن لا نحتفل بهم كمناسبة عالمية. ومن الناحية الأخرى الكريسماس هو احتفال بعيد ميلاد السيد المسيح. إذن لماذا يسوع المسيح هو شخص فريد؟ لم يتدرب 10000 ساعة، ولم يأت من أسرة غنية وبالتأكيد لم يولد في ظروف مناسبة فقد ولد في مزود بداخل حظيرة. فلماذا إذن هو فريد؟؟
الكتاب المقدس يجيب على هذا السؤال… فيذكر البشير متى، إعلان الله على فم الملاك الذي كلّم يوسف خطيب مريم قائلاً:
«يَايُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ! لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْتِيَ بِمَرْيَمَ عَرُوسِكَ إِلَى بَيْتِكَ، لأَنَّ الَّذِي هِيَ حُبْلَى بِهِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً، وَأَنْتَ تُسَمِّيهِ يَسُوعَ، لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».
يسوع المسيح فريد لأن ميلاده لم يكن بحسب الإرادة البشرية.
يسوع المسيح جاء إلى الأرض لكي يتمم مهمة خاصة جداً. يقول الملاك تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. ولكن كيف نفهم ذلك؟
دعوني أشبّه، أنا أحب إيطاليا جدا وبالأخص فلورنسا ليس فقط من أجل الطعام الجيد ولكن أيضا لأنها المدينة منشأ مايكل أنجلو النحات والرسام الشهير. ففي القرن السادس عشر رسم مايكل أنجلو لوحات على سقف كنيسة السستين بروما من ضمنها لوحة “خليقة أدم” وفيها تصور أدم ممدداً على الأرض بدون حياة وذراعه اليسرى مرفوعة لتقابل ذراع الله القوية الممتدة نحوه. التناقض كبير بين صورة الله المليء بالحيوية والمبادرة و عجز وفشل أدم. هذه صورة قوية لحالنا فالله هو المحب الحنان، العادل والمنزّه. خلق أدم على صورته ونفخ حياة فيه. كان هدف وجود الإنسان أن يتمتع بشركة حية مع الله الخالق. ولكن للأسف، أدم وحواء كسروا وصية الله وأكلوا من الشجرة المحرمة. كانت مشكلتهم أكبر من مجرد أكل الثمرة، كانت أصول المشكلة هي الكبرياء والأنانية . أرادوا أن يصيروا مثل الله. أرادوا الاعتماد على النفس بدلا من الاعتماد على الله وهذا أدى ذلك إلى انتشار مشاكل وخطايا أخرى. فمثلاً أول جريمة قتل في التاريخ حدثت بسبب الكبرياء والغيرة. عندما قتل قايين أخاه هابيل لأن الله قبل تقدمة أخيه ولم يقبل تقدمته. قال قايين لماذا، تقدمتي أفضل إنها متنوعة وكثيرة!!. إذن، عندما ننظر إلى الشر في العالم نجد أنه يرتكز على هاتين المشكلتين الأنانية والكبرياء. أنا أريد لنفسي الغنى، السعادة، العلاقات، الشهرة والمجد. أنا، أنا، أنا هذه هي الأنانية. أنا أفضل، أنا أقود، كيف تتكلم معي بهذه الطريقة؟، أن لم أكن في محور الاهتمام أنا غير مهتم بالأمر. هذا هو الكبرياء. صديقي، صديقتي. أصل مشكلتي ومشكلتك ليست بسبب الفقر، استغلال السلطة، التربية الخاطئة، الإدارة الفاشلة. أصل المشكلة هي في قلب الإنسان الكبرياء والأنانية الكتاب يصف القلب قائلاً ” القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس من يقدر أن يفهمه.” كلنا نقف مدانين أمام عدالة الله ولأن أجرة الخطية موت، نحن جميعا استحققنا جميعاً الموت. لهذا جاء يسوع إلى الأرض وعاش حياة كاملة بدون أي عيب وحقق كل وصايا الله التي فشلنا أنا وأنت على تحقيقها. ثم ذهب للصليب متطوعا نيابة عنا وهناك دفع بالكامل العقاب الذي كان لنا، وليس هذا فقط بل أن يسوع يغيّر قلوبنا ويعطينا هويّة جديدة.  أنا سمعت أحدهم يحكي هذه القصة عندما كان في الحرب قال: كنا بداخل مبنى نمد أسلاك الاتصالات. وكان الباب نصفه مفتوح وفجأة انفجرت قنبلة، فالعسكري الواقف أمام الباب المفتوح مات على الفور وأما أنا فنجيت لأني كنت خلف الباب الذي أخذ عني كل الشظايا. بنفس الصورة، يسوع المسيح الذي هو الباب أخذ عقاب الله الكامل والعادل وكل شخص احتمى فيه نجا بالكامل.
أخيرا، يسوع فريد بسبب هويته.  متى البشير كتب وقال: حَدَثَ هَذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِلِسَانِ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هَا إِنَّ الْعَذْرَاءَ تَحْبَلُ، وَتَلِدُ ابْناً، وَيُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ!» أَيِ «اللهُ مَعَنَا».
هل تعرفون أصدقائي ، لا يوجد أحد في التاريخ قيل فيه نبوات وتحققت بالتفصيل مثل يسوع المسيح.   فمثلاً جوش ماكدويل المحامي والكاتب المعرف يذكر 61 تصنيفاً ونبوة تحققت في مجيء المسيح الأول منها 15 نبوة عن أصله وميلاده. مثلاً أنه يولد في بيت لحم، من سبط يهوذا، من عائلة الملك داود، من عذراء وأما هذه النبوة قيلت على لسان النبي إشعياء 700 سنة قبل ميلاد المسيح أنه يدعى عمانوئيل أي ” الله معنا”.  فتعالوا، لدقائق نتأملها عن قرب. ما معنى أن الطفل المولود هو الله؟ هل لله بداية؟؟  ، دعوني أشبّه، عندما سافرت للبنان لأول مرة أخذت ختم على جواز السفر وعلى الختم تاريخ دخولي الأراضي اللبنانية. لم يكن هذا التاريخ بدايتي فأنا كنت موجود من قبل.  هكذا الحال، لما جاء يسوع منذ أكثر من 2000 عام إلى أرضنا، كان ميلاده هو تاريخ دخوله للأرض، ولكنه كان موجود منذ الأزل. كتب الرسول يوحنا عنه في مقدمة إنجيله قائلاً: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ. وَكَانَ الْكَلِمَةُ هُوَ اللهُ . يسوع المسيح ليس إلا يهوه الله القدير وقد جاء ليكون مع شعبه.
كنت أسمع أغنية لكيني روجرز على you tube بعنوان مريم هل كنت تعلمين؟
وكنت أتأمل في الكلمات كانت تقول: هل كنت تعلمين أن لابنك يسوع تسجد كل الملائكة! وإذا تقبليه فذا وجه الإله! أليس هذا عجيباً أن الله القدير صانع الكون يحبنا لدرجة أنه تنازل عن مجده ليصير مثلنا في صورة طفل ضعيف.
كتب أحد المفسرين وقال. دعونا نرسّخ هذا الحق الجليل في عقولنا. إن السيد المسيح المخلص هو إنسان كامل وإله كامل. كما أنه إله كامل وإنسان كامل. يسوع المسيح هو الله معنا. كانت له طبيعة بشرية مثلنا وتشارك معنا في كل شيء ما عدا الخطية. اختبر الجوع والعطش والتعب. اختبر الحزن فبكى، اختبر الألم كما نمر فيه جميعنا. وهكذا نرى الإنسان يسوع المسيح. ولكن في نفس الوقت كان يعلم بما يجول في أفكار الناس وقلوبهم، عمل المعجزات، أقام الموتى، قبل العبادة والسجود من الناس.. بل وقبل أن يدعوه أحد تلاميذه ب ” ربي وإلهي” فإنسانية المسيح تعني أنه قادر أن يتفهّم كل ظروفنا. وألوهية المسيح تعني أنه قادر أن يخلص بالكمال كل من يأتي إليه.
ولكن ماذا يعني كل هذا بالنسبة لنا ونحن في بداية هذا العام ؟
– صديقي، صديقتي.. إذا لم تكن قد وضعت ثقتك وإيمانك في المسيح، أنا أدعوك لتعرف أكثر. اكتب لنا بأسئلتك واستفساراتك ونحن على استعداد كاملا على الرد على هذه الأسئلة.
– أو لربما أنت قد أمنت ولكنك لم تختبر قرب مسير المسيح معك، أدعوك أن ترفع قلبك بالدعاء له وتسأله أن يأت لك ويعزيك في مسيرة حياتك.
– وأخيراً هذه رسالة مشجعة لنا جميعاً أن المسيح يسوع – الله نفسه – عمانوئيل – معنا في كل حين. يسوع قال لكل أتباعه : ” وها أنا معكم كل الأيام إلى انتهاء الزمان.”
وكل عام وأنتم بخير

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء