واحدة من أشهر الترانيم المعروفة والمحبوبة في اللغة الإنجليزية هي ترنيمة ”النعمة العجيبة“. كتبها جون نيوتن الذي ولد قبل 300 عام في مثل هذا الشهر. هذه الترنيمة هي الشهادة الشخصية لجون نيوتن وما حصل معه وغيّر حياته: ”يا لها من نعمة عجيبة! ما أحلى الصوت الذي أنقذ بائسًا مثلي، يوماً كنتُ ضائعًا، ولكنني الآن قد وُجدت، كنتُ أعمى ولكنني الآن أبصر“. أما النقش المكتوب على اللوحة القائمة على ضريحه يقول: ”جون نيوتن الذي كان يومًا ما كافرًا وفاسقًا، صائداً للعبيد في أفريقيا، قد حُفظ برحمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الغنية، أُسترد ثانية، وعُفي عنه، وعُيِّن للتبشير بالإيمان الذي طالما جاهد في إفساده“.
كان والد جون صاحب سفينة. وكانت أمه، إليزابيث، امرأة تقية صلت كثيراً من أجل أن يصبح ابنها خادماً للإنجيل. ماتت قبل أن يبلغ السابعة من عمره، ولم تكن تعلم شيئًا عن السنوات الصعبة التي سيختبرها جون قبل أن تُستجاب صلواتها. أراد والد يوحنا أن يسير ابنه على خطاه، لذلك في سن الحادية عشرة ذهب جون إلى البحر والتحق بمتن سفينة والده. وفي عام 1743 أرغم على الخدمة في البحرية الملكية التي وضعته على متن السفينة الحربية “هارويتش” – “HMS Harwich”، وكانت سفينة جديدة تحمل 50 مدفعاً. وعندما حاول جون الفرار، أُعيد القبض عليه وجُلد. وبعد ذلك التحق بسفينة تتاجر بالعبيد متجهة إلى سيراليون في افريقيا. وبمجرد وصوله إلى هناك ألقى بنفسه في حياة العربدة والسُكْر والإثم للغاية وصار عبداً فعلياً إلى أن عثر عليه صديق لوالده وأعاده إلى إنجلترا.
عندما كان جون على متن سفينة عبيد اخرى متجهة إلى ليفربول، ضربت عاصفة عنيفة السفينة وهددت بإغراقها قبالة الساحل الغربي لأيرلندا. أدرك جون أنه لم يطلب من الله أن يغفر له خطاياه الكثيرة، وأنه إذا مات فسيضيع إلى الأبد. فرفع صلاة ابتهال إلى الله ووعده أنه إذا أنقذه الله وأتي به بسلام إلى البر، فإنه سيكرس بقية حياته لله. استجاب الله صلاته وعندما رسا جون على الميناء، كان رجلًا مختلفاً – لم يعد كافرًا بل مسيحيًا.
رُسِّم جون فيما بعد كاهنًا في كنيسة إنجلترا وخدم الرعايا في مدينتي أولني ولندن. لم ينسَ جون أبدًا أن الله قد رحمه. فرسم على حائط مكتبه هذه الكلمات: ”اذكر أنك كنت عبدًا في أرض مصر ففداك الرب إلهك“. (كتاب التثنية 15: 15). شجع جون نيوتن ودعّم “ويليام ويلبرفورس” في حملته الناجحة في البرلمان البريطاني لإلغاء العبودية. وفي عام 1807 توفي جون وذهب ليكون مع مخلصه في السماء. تقول االكلمات الأخيرة من ترنيمته الشهيرة ”النعمة المدهشة“: ”عندما نكون هناك منذ عشرة آلاف سنة، مشرقين كالشمس، لا تقل أيامنا في الترنيم وتسبيح الله عن الأيام التي بدأنا فيها“. هذه حقًا هي النعمة العجيبة!
كلمات الترنيمة
النعمة العجيبة! كم هو رائع هذا الصوت،
الذي أنقذ بائس مثلي! لقد كنت ضالاً قبلاً،
ولكني وُجِدت الآن، كنت أعمى ولكني أرى الآن.
هذه النعمة علمت قلبي أن يخاف،
وهي النعمة التي أزالت مخاوفي،
يا لهذه النعمة الثمينة، ساعة آمنت لأول مره!
خلال العديد من الأخطار، الشراك والفخاخ،
لقد آن أوان هذه النعمة التي أعطتني الأمان حتى الآن،
وهذه النعمة ستدلني على بيتي.
لقد وعدني الرب بكل خير،
وعده هو مصدر أملي سيكون الحامي لي،
ونصيبي العظيم طالما استمرت الحياة.
عندما نكون هناك منذ عشرة آلاف سنة،
ساطعين مشرقين كالشمس،
لا تقل أيامنا في ترنيم وتسبيح الله عن أيامنا الأولى.
ترى يا صديق، هل اختبرت حلاوة الغفران والخلاص من عبء الذنوب؟ اعرف اكثر عن طريق الخلاص