سأل الوالد الحكيم ابنه: هل تعرف فلان؟ فأجاب الابن: نعم أعرفه. استمر الأب في أسئلته وقال: وهل تعاملت معه؟ فرد الابن: لا. فأعلن الأب لابنه: إذن، أنت لا تعرف فلان يا بني. المعرفة الحقيقية ليست فقط المعرفة الذهنية أو النظرية، بل تشمل أيضا المعرفة الاختبارية والتعامل الفردي للشخص. فيمكن أن نعرف الكثير عن السيد المسيح من خبرات البعض أو ما يقوله الأخرون عنه، ولكن المعرفة الحقيقية تأتي بالاختبار الشخصي معه. وفي هذا المقال سأحاول أن أقدم لك صديقي ما اختبرته وعرفته شخصيا عن السيد المسيح كما أدعوك أن تتعرف به أنت شخصيا، فهو يرحب بالجميع، كما أنه لا يرفض سائل أو باحث.
هوية فريدة تنبأ بها الأنبياء
على صفحات الكتاب المقدس، نجد الكثير والعديد من النبوات التي تكشف هوية السيد المسيح – على فكرة – المسيح هو لقبه وليس اسمه. أعلن الله عن اسم المسيح على فم الملاك الذي أرسله عندما ظهر ليوسف النجار – خطيب مريم العذراء – في حلم وقال له:«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا». كان هذا النبي هو إشعياء الذي تنبأ قبل 700 عام تقريباً قبل ميلاد يسوع. ولكن قد تسأل يا صديق: وكيف يمكن ان يكون ذلك؟ – لا تتعجب إن قلت لك بأن السيدة مريم نفسها قد سألت نفس السؤال للملاك جبرائيل حامل البشرى لها، فرد الملاك: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ». ويؤكد الرسول يوحنا في افتتاحية الإنجيل على هذه الهوية الربانية ليسوع المسيح فيقول: «في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ….. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا». ولاشك أنك ستتفق معي يا صديق على أن الله قادر على كل شيء.
ردود أفعال عجيبة لمن قابلوه

معرفة متميزة تغير الحياة

صدره واسع رحيب سندي في كل ضيق
إنه الرب القريب ذا حبيبي يا جموع
قلبه عطف رحيم يغفر للتائبين
إنه رؤوف حليم ذا رجائي يا جموع
اسألوني عن يسوع حبه بين الضلوع
ذا حبيبي ذا نصيبي ذا إلهي يا جموع
يا صديق مهما كتبت لك، سأقف عاجزا عن توصيل الإجابة كاملة. وذلك لأن الرب يسوع المسيح أعظم وأقوى وأطهر من كل كلام. هو الصديق الوفي بل هو أقرب إلي المؤمن من أخيه. كل ما أستطيع عمله هو توجيه نظرك إليه وتقديمه لك. إن كانت لديك الرغبة الصادقة في معرفته، فارفع قلبك بهذا الدعاء الصادق واطلب هذه الطلبة:
“أيها السيد المسيح، لقد سمعت عنك، وقرأت بعض الكلمات والمقالات. لكن أنا أريد أن أعرفك على حقيقتك وأن أختبر بمعرفة شخصية هذه المحبة المخلصة والمخلّصة. أطلب منك أن تأتي لي وتساعدني أن أؤمن وأن أثق وأن أتغير. احفظني من الخوف وبدد الحزن وأملاني بسلامك وحريتك، فأتوب عن حياتي السابقة واتبعك. أشكرك لأنك تسمع وتستجيب. أمين”
لا يزال الرب يسوع المسيح يغيّر حياة الآلاف من الناس حول العالم كل يوم ممن طلبوه كرب وسيد على حياتهم. فهو الذي وعد قائلاً: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا». أدعوك يا صديق إلى قراءة كلام الرب يسوع المسيح في الإنجيل. يمكنك تحميله مجانا من تحت الرابط التالي
كملخّص لما سبق
المسيح هو اللقب الذي أُعطي ليسوع. ويعني المعيّن أو المخصص. وبالفعل كان يسوع المسيح هو المخصص لعمل خلاص البشرية من عقاب الموت بسبب المعاصي المرتكبة. شهود العيان الذين عاصره شهدوا بأنه ربهم الذي أحبهم. لقد تغيرت حياتهم بالإيمان به. وما زال السيد المسيح يغيّر ويبهج حياة المؤمنين به بسلامه العجيب.
