هل حدث أن شاهدت حدثاً كونيا فريداً؟ مثل زيارة المذنّب هالي فوق الغلاف الجوي أو خسوف القمر الدموي العملاق؟ هل كنت حاضرا لتسجل هذه الحالة الفريدة، والذي ظهرت مرة واحدة في الجيل؟ كان حدث الصلب فريداً من نوعه لكل من شاهده وعاصره. كانت هناك دوافع متباينة لمجموعات البشر المتواجدة في ذات المكان.
فبالنسبة لقيافا رئيس كهنة اليهود كان هدفه من صلب المسيح دوافع دينية ليبعد الرومان عن تقليص السلطة الدينية. أما بالنسبة لبيلاطس البنطي الممثل الروماني لقيصر فكان هدفه هو إخماد أي تظاهرات وتجمعات تعيق الهدوء في المنطقة. أما اللص المصلوب بجوار المسيح، فكان قصده هو صد الشعور بالذنب بسبب جرائمه وتحويل هذا الشعور للسخرية من المسيح. ولكن من كان يفهم أن صلب المسيح كان له تخطيط إلهي بهدف الفداء؟ فداء البشرية المذنبة والخاطئة أمام الله الطاهر ولإرضاء العدالة الإلهية. وكانت أخر كلمات السيد المسيح على الصليب ” قد أُكمل” أي أن العمل الذي جاء من أجله قد تم بالكمال. وبعدها أسلم السيد المسيح روحه الطاهرة وديعة للسماء. اعتقد الجميع بنهاية اليوم أن الأحداث المؤسفة قد ولّت. وأن المسيح المعلم والطبيب الشافي قد مات ودفن، والقبر موضوع عليه حجر ضخم وعليه ختم الحاكم الروماني، بالإضافة إلى حراسة شديدة من جنود عتاة. وساد الصمت مساء الجمعة، وصباح السبت، ونهاية العطلة. ومع طلعة صباح الأحد، كانت المفاجأة. دبت الحياة في الجسد الميت والملفوف بالأكفان. وقام المسيح من الموت. دحرج الحجر. خرج المسيح من القبر منتصراً على الشيطان، على الذنوب التي حمل عقابها وانتصر، وعلى الموت ذاته. تحققت كلماته بالحرف عندما قال لتلاميذه: ” لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا”.
أليس هذا الحدث يستحق الاحتفال به؟ القبر فارغ!. قال الملاك للسيدات اللاتي جئن بالحنوط والأعشاب العطرية: ” لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!”. أما الرسول بولس فيقدم لنا توضيحاً لحتمية قيامة السيد المسيح فقال: “أنه -أي المسيح- أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا”.
نعم قام المسيح من الموت منتصراً. ولكن يبدو أن البعض كان يشك في هذه القيامة! فهل يقوم الأموات؟ لم يتركنا الإنجيل نصارع مع هذه الحقيقة الأساسية للأخبار السارة. أعلن أن التلاميذ رأوا المسيح المقام،  وتحدثوا معه بل أكلوا طعاما في صحبته . وعندما شك واحد من تلاميذه وهو توما، أشار يسوع إلى آثار المسامير وطعنة الحربة وقال له ” هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: “رَبِّي وَإِلهِي!.”. لا، لايوجد شك في قيامة السيد المسيح. ولكن أخيرا وليس آخرا، وعلى مرأى ومسمع من خمسمائة شخص كانوا حاضرين معاً ظهر المسيح وتكلم معهم وشجعهم. وقبل صعوده للسماء، قدم وصية أخيرة لتلاميذه أن يذهبوا إلى العالم أجمع، ويكرزوا بهذه البشارة الرائعة وأن كل من آمن بالمسيح مخلصاً، قد نال الخلاص من ذنوبه واستلم هبة الحياة الأبدية الأكيدة في نعيم الله. كانت هذه هي وصيته وهو يصعد للسماء. لذلك نشهد للجميع قائلين
المسيح قام
بالحقيقة قام


  هل تريد أن تعرف أكثر عن موضوعات مشابهة مجاناً؟


والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء