من منا لا يطلب النجاح ويسعى وراء تحقيقه؟ ولكن البعض يسعى ويجتهد ليصل لتحقيق هدفه، فيجد في النهاية أن ما كان يسعى من أجله وقد حققه ليس له قيمة دائمة.  وبمجرد الانتهاء من هذا الهدف، يحتاج أن يجد هدفا أخر يسعى وراءه أملا في السعادة والاكتفاء. هل انت هذا الشخص؟ او لربما انت تحلم بالنجاح لتحصل على معنى وقيمة لحياتك، ولكن لا تعرف من أين تبدأ أو كيف تحقق هذا المعنى والقيمة؟ إذن تابع معي في القراءة.

أنت مولود لهدف

اسمع مني هذا الخبر الأكيد. أنت موجود هنا على الأرض لهدف مميز وسامي. وهذا ما يعلنه الله ذاته على صفحات الكتاب المقدس. اسمع ما دونه الله لنا على لسان رسوله بولس في رسالة أفسس والفصل 2 آية 10، فيقول:
لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.

عندما يكتب بولس: “نحن عمل الله”، فهو يقصد بأننا تحفة الله. لقد ابتهج الله ذاته عندما خلقك. لاحظ ما يقوله الكتاب عن الله عندما خلق الإنسان في كتاب التكوين:” وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً. كانت هذه هي نظرته إليك بعد أن خلقك. والعجيب أن في كل يوم من أيام الخلق يقول الله بأن ما عمله كان حسناً، ولكن بعدما أبدع في خلق الإنسان رأي الله ان ما خلقه كان حسناً جداً. فعندما تشاهد منظر خلاب لغروب الشمس، أو زهرة بديعة لها عبير مميز وجميل، ذكّر نفسك بأنك أعظم وأفضل وأجمل من كل ما تراه. لقد قال الله هذا! أنت لستَ صدفةً أو مجموعةً عشوائيةً من القدرات. لقد خلقك الله بقصدٍ. فكلُّ تفصيلٍ في شخصيتك ومواهبك وقلبك قد صممه سبحانه. ولكن لهذا القصد سبب: ألا وهو القيام بأعمال صالحة. بعبارةٍ أخرى، خلقك الله لغرضٍ معين خاص.

النجاح في نظر الله

يقيس العالم النجاح بأنه وفرة المال، أو تحقيق الشهرة، أو انجاز اهداف شخصية طموحة. ولكن هذه المقايس هو تقييم عام ولا يأخذ في الاعتبار تفاصيل حياة الفرد ولا إمكانياته أو ظروفه. العالم من حولنا يتعامل معنا كما لو كنا الات على خط إنتاج ويحكم علينا بمعيار واحد. لكن ليس هكذا يرانا الله. الآية في أفسس2: 10 تُذكّرنا بأن النجاح الحقيقي هو تحقيق الغاية التي خلقك الله من أجلها. هذه الغاية “مُعدة مُسبقًا”، أي أن الله القدير قد صمم خطة رائعة مُسبقة لحياتك. أما دورك فهو أن تكتشف هذه الخطة، وتعرف توجيهاته وأن تسير وفقها.

في المقالات التالية، ستتعرف على كيفية اكتشاف خطة الله لحياتك من خلال المعرفة. وهذه المعرفة تؤدي لعلاقة حية مع الله القدير. وينتج عن العلاقة الحية مع الله ثقة وطاعة له. وتفيض هذه الثقة والطاعة إلى حياة ناجحة مشبعة.

بعض الإرشادات لتحقيق النجاح اليومي

-التزم بكلمته: تعليماته موجودة في الكتاب المقدس، فيقول مزمور 119: 104 “ مِنْ وَصَايَاكَ اكْتَسَبْتُ فِطْنَةً لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقٍ بَاطِلٍ“.
-صلِّ يوميًا: اطلب من الله أن يُرشد خطواتك.
-تصرّف بسرعة: عندما يُلهمك الله لفعل شيء ما، لا تتأخر.
-اخدم الآخرين: العديد من “الأعمال الصالحة” تتضمن مساعدة من حولك.

تعال معي لنرفع هذه الصلاة ونطلب إرشاد الله لحياة يومية ناجحة.

صلاة

يا رب، أشكرك لأنك عندما خلقتني اعجبك ما صنعته يداك. ساعدني أن أعرف الأعمال التي أعددتها لي، دربني على السير في الهدف الذي خلقتني لأجله. علّمني أن أرى النجاح كما تراه أنت – ليس بمقياس هذا العالم، بل بالإيمان بك، والسير في خطواتك فأحقق الغرض من حياتي لمجد اسم يسوع.”
آمين.

.


  هل تريد أن تعرف أكثر عن موضوعات مشابهة مجاناً؟


والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء